تعتمد 80% من نجاحات الإنسان تعتمد على الذكاء العاطفي، و20% على التعليم الأكاديمي، وفق ما ذكر الأخصائي النفسي ناصر الراشد في  محاضرة «الذكاء العاطفي» التي ألقاها في مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي بمدينة صفوى السعودية.

واشتملت محاور المحاضرة حول الحقائق العلمية للذكاء العاطفي، وبناء المفردات العاطفية، ومكونات الذكاء العاطفي الخمسة، والتدريب الموجه والمقصود، ورفع التوقعات الإيجابية، وإطالة فترة العواطف الايجابية.

وأكد الأخصائي الراشد أهمية تعليم الذكاء العاطفي للأطفال، وأنه يفعل ما لم يفعله الذكاء العام، ويسعف، موضحًا أن بعض الدراسات كشفت أن تدريب الطلاب على مهارة الذكاء العاطفي أنتج تغييرًا ملحوظًا في أداء المعلمين، وأن تعليم الطلاب مهارة الذكاء العاطفي أدى إلى رفع مستوى التحصيل العلمي بنسبة 10 درجات.

ونوّه بحاجة بيئات العمل إلى وجود قيادات تمتلك الذكاء العاطفي أكثر من الذكاء العام بنسبة 1:4 لصالح الذكاء العاطفي.

وتطرق للحديث عن ارتباط هرمونات السعادة بالذكاء العاطفي، وكذلك هرمونات التوتر، وأنه إذا لم يتم توظيف المشاعر بطريقة صحيحة تأتي هذه الهرمونات، موضحًا أن جميع العمليات النفسية التي تحدث داخل الدماغ هي مرتبطة بالذكاء العاطفي.

وسلط الضوء على مكونات الذكاء العاطفي الخمسة، والمتمثلة في الوعي بالذات، وإدارة الذات، والتحكم بالذات، والتعرف على مشاعر الآخر، والتعاطف والمهارات الاجتماعية.

ووجه حديثه حول مراحل تطور مصطلح الذكاء العاطفي، وأن أبحاث الذكاء العاطفي قد بدأت في عام 1920 مع العالم ثورنديك والذي تحدث عن نظرية الذكاء الاجتماعي، إلى جانب ظهور عدة نماذج لعلماء آخرين مثل نظرية الذكاء المتعدد مع جاردنر، وسالوفي وماير بنموذج القدرات، والنموذج المختلط لدانيال جولدمان.

وقال: يفهم من هذه النماذج أن الذكاء العاطفي يعد مجموعة من المهارات والقدرت الإنسانية التي ترتبط مع بعضها لتنتج الذكاء العاطفي.

وبين أن نظرية الذكاءات المتعددة تعنى بأهمية أن لا يكون الإنسان أسيرًا في خيار واحد في الحياة وأن لغي خيار واحد ربما يفتح ألف خيار، مؤكدًا أن الإنسان الذي لديه قدرة على التحكم في رغباته ومشاعره وانفعالاته لديه القدرة على التحكم في حياته بشكل عام.

وعرَّف الذكاء العاطفي بأنه يعني القدرة على مزج التفكير والشعور لاتخاذ القرارات المثلى والذي يعد أمرًا أساسيًا لعلاقة ناجحة مع النفس والآخرين، كما أنه شيء يشبه الحكمة.

وشدد على ضرورة الحاجة إلى التدريب المستمر والمنتظم للحصول على الذكاء العاطفي، كما لفت إلى أن الذكاء العاطفي يعني قدرة الإنسان على فهم وإدارة المشاعر، وأيضًا هو نوع من المعرفة يجعل الإنسان قادرًا على تقليل الاجهاد، ويجعله يختار الشيء الأفضل والصحيح.

ولفت إلى أن الذكاء العاطفي عبارة عن نمط حياة صحي ومنتج، يستطيع فيه الإنسان السيطرة على مشاعره وانفعالاته وحياته بشكل عام، ولديه سمة العطاء والثقة بنفسه واللطف واللين والتسامح والحب والرحمة والشعور بالسعادة عند قيامه بهذا العمل.

وذكر أن مكونات الذكاء العاطفي تتمثل في الوعي بالذات والتشوهات المعرفية وآليات الدفاع النفسية، مؤكدًا أن الوعي يعني الانتباه للأفكار والمشاعر، وأن قيادة التركيز والوعي يمثل جودة الحياة.

وشدد على ضرورة التحكم في المزاج، وموازنة الحياة، وذلك بإعطاء فرص منتظمة ووقت مستقطع للهدوء ولمحاولة تخليص الجسد والصفحة النفسية من الضغوط النفسية والاندفاعية.

وتحدث عن 13 فكرة للأفكار اللاعقلانية، وتطرق للمهارات الاجتماعية وأهمية أن يعطى الإنسان أهمية للعلاقات الإنسانية.

ع.ع

اضف تعليق