اعتاد أغلب الأشخاص على الاستحمام بالماء الساخن، مما شكل ذلك تخوفًا لدى البعض من استخدام الماء البارد عند الاستحمام، بالرغم من أن الفوائد الصحية التي قد تعود على الجسم عند الاستحمام بالماء البارد عديدة ومتنوعة، كالشعور بالاسترخاء والراحة، وتسريع التعافي والشفاء من أيّ إصابات بشكل عام خاصة بعد ممارسة التمارين الرياضية.

حيث أشارت الدكتورة شارون هام (Sharon Hame) الحاصلة على شهادة دكتوراه في الطب الرياضي، وجراحة للعظام في UCLA: “أن الاستحمام بالماء البارد يُعد من أفضل الطرق للاستفادة من العلاج بالبرودة للرياضيين خاصة بعد ممارسة الرياضة، حيث يمكن لأيّ شخص يمارس التمارين الرياضية الاستفادة من هذه الفوائد.”

ما هو العلاج بالتبريد؟

العلاج بالتبريد (Cryotherapy) يُعد من الإجراءات العلاجية التي تعتمد على تعرض أنسجة الجسم المصابة لدرجات الحرارة المنخفضة، مما يساعد على تبريد هذه الأنسجة المصابة والمساعدة في علاجها، حيث إن هناك العديد من طرق العلاج بالتبريد التي يمكنك اتباعها، وتشمل الاستحمام بالمياه التي تقل درجة حرارتها عن 15 درجة مئوية لمدة دقيقتين أو ثلاثة، واستخدام الرذاذ أو البخاخ البارد، وهو بخاخ يستخدم لتخدير المناطق الصغيرة.

الغطس في الماء البارد وذلك عن طريق الاستحمام بالثلج أو غمر الجسم كاملًا بالماء المثلج عدا الرأس والرقبة، واستخدام الثلج موضعيًا وذلك لعلاج بعض الإصابات أو مجموعة معينة من العضلات.

علاج الجسم كاملًا بالتبريد، من خلال تعريض الجسم بشكل كامل لأبخرة شديدة البرودة.

ما فوائد الاستحمام بالماء البارد؟

تعزيز مناعة الجسم لمحاربة نزلات البرد، إذ أن تعرض الجسم للماء البارد بشكل مفاجئ بعد الماء الساخن سيساهم في تحفيز خلايا الدم البيضاء المسؤولة عن محاربة العدوى، والالتهابات، والفيروسات التي تسبب الإصابة بنزلات البرد؛ لذلك يُنصح عادةً بالحرص على التعرض للماء البارد بعد الاستحمام بالماء الساخن حتى لو لبضع دقائق.

حيث خلصت دراسة تم إجراؤها في هولندا أن الأشخاص الذين استخدموا الماء البارد بعد الماء الساخن لمدة 30- 90 ثانية على مدار 3 أشهر تغيبوا عن العمل بسبب الإصابة بالأمراض بنسبة 29٪ أقل من الأشخاص الذين لم يستخدموا الماء البارد عند الاستحمام.

ويفيد أيضاً بالتخفيف من أعراض الاكتئاب، بالرغم من محدودية الدراسات والأبحاث العلمية حول فوائد الاستحمام بالماء البارد للاكتئاب، إلا أن نتائج بعض الدراسات السريرية وضحت وجود تأثير إيجابي للحمام البارد في التخفيف من أعراض الاكتئاب وخاصةً عند الأشخاص الذين يستحمون بالماء البارد يوميًا لمدة عدة أشهر.

كما أفادت بعض الدراسات الأخرى عن أهمية الاستحمام بالماء البارد في تحسين المزاج والتقليل من الشعور بالتوتر والقلق.

ويفيد أيضاً بتعزيز الدورة الدموية، حيث تكمن أهمية استخدام الماء البارد في زيادة تدفق الدم، والذي يحدث نتيجة الإجهاد الذي يبذله الجسم من أجل الحفاظ على درجة حرارته الأساسية عند تعرضه للماء البارد بشكل مفاجئ، مما يساعد على زيادة تدفق الدم المؤكسد الغني بالأكسجين والمغذيات إلى أجزاء الجسم المصابة، والذي يؤدي إلى إراحة الأجزاء المصابة؛ وبالتالي التقليل من الشعور بالألم، وبالأعراض المرضية الأخرى، وذلك وفقًا لما قالته الدكتورة هام.

 

 

اضف تعليق