يُعتبر مرض الكساح (Rickets) من الأمراض الشائعة إلى حدٍ ما في الدول النامية، والنادرة في الدول المتقدمة، وهو عبارة عن مرض يحدث غالباً نتيجة سوء التغذية وعوز بعض العناصر المكونة للعظام مثل الكالسيوم، وفيتامين D ، والفوسفات، ممّا يؤدي إلى لين العظام، وضعفها، وسهولة كسرها، وفي بعض الحالات الشديدة قد يؤدي إلى حدوث تشوهات في هيكليّة العظام.

وعلى الرغم من أنّ مرض الكساح يكون أكثر شيوعاً عند الأطفال بين سنّ الستة أشهر والثلاث سنوات بسبب سرعة معدّل النمو في هذه الفترة، ولكن يُمكن لمرض الكساح أن يصيب الأشخاص البالغين أيضاً ويُطلق عليه في هذه الحالة مصطلح تليّن العظام ( Osteomalacia).

ما علاقة مرض الكساح بفيتامين D؟

على الرغم من وجود عدد من الأسباب المختلفة التي قد تؤدي إلى الإصابة بمرض الكساح إلّا أنّ نقص فيتامين D يُعتبر المسبّب الرئيسيّ للمرض، حيثُ إنّ لفيتامين D دوراً مهماً في المساعدة على امتصاص الكالسيوم والفوسفات من الأمعاء وتنظيم مستوياتهما في الجسم.

ويؤدي نقص فيتامين D في الجسم إلى اختلال نسبة الكالسيوم والفوسفات في الدم، ممّا يتسبّب بإفراز الجسم لهرمون يقوم بسحب كميّات من الكالسيوم والفوسفات من العظام، مؤدّياً إلى ضعف ولين العظام، ويمكن الحصول على فيتامين D من العديد من المصادر الغذائيّة المختلفة، مثل الأسماك، والبيض، ومنتجات الحليب.

فيتامين D وأشعة الشمس:

إن جسم الإنسان قادر على تصنيع فيتامين D عند التعرّض لأشعة الشمس، لذلك يجب الحرص على حصول الأطفال على نظام غذائيّ متكامل، وتعريضهم لأشعة الشمس بشكلٍ منتظم، ومن الجدير بالذكر أنّ نسبة الإصابة بمرض الكساح عند الأطفال انخفضت خلال السنوات السابقة في الدول المتقدّمة نتيجة إنتاج أطعمة الأطفال المدعّمة بالعناصر الغذائيّة بما في ذلك فيتامين D.

أعراض الإصابة بالكساح:

١- الشعور بألم في العظام.

٢- سهولة تعرّض العظام للكسر.

٣- تصلّب الأطراف وفقدانها لمرونتها عند الأطفال الرضّع.

٤- الشعور بنعومة جمجمة الطفل.

٥-انخفاض نسبة الكالسيوم في الدم.

٦- انتفاخ الأضلاع الغضروفيّة في الصدر، وبروز العظام في منطقة اتصال الأضلاع بعظمة الصدر.

٧- ظهور ثلم هاريسون ( Harrison's groove)، وهو عبارة عن خط أفقيّ يظهر بشكل واضح عند نقطة اتصال الحجاب الحاجز مع أضلاع الصدر.

٨- اصطدام الركبيتن ببعضهما عند الأطفال الأكبر سنّاً.

٩-قصر قامة الطفل، وانخفاض وزنه.

١٠- إنحناء الساقين لدى الأطفال الصغار.

١١- ظهور تشوهات في الحوض، والعمود الفقريّ، والجمجمة في بعض الحالات.

١٢- توسّع المعصمين.

١٣- حدوث تشنّجات عضليّة من الممكن أن تشمل كامل أجزاء الجسم.

من هم الأشخاص المعرضين للإصابة بالكساح؟

١- المولودون مبكرا

٢-أصحاب البشرة السوداء

٣- تناول بعض الأدوية مثل الأدوية المضادة للفيروسات

٤-حصر تغذية الطفل على الرضاعة الطبيعية: إذ إنّ حليب الأم لا يحتوي على كميّات كافية من فيتامين D، لذلك يجب إعطاء الأطفال الذين تنحصر تغذيتهم على حليب الأم قطرات من المكمّل الغذائيّ الذي يحتوي على فيتامين D ، أو إضافة بعض الأطعمة المناسبة لعمر الطفل إلى نظامه الغذائيّ.

٥- عدم تعريض الطفل إلى أشعة الشمس بصورة كافية

٦- نقص فيتامين D عند الأم أثناء الحمل

علاج الإصابة بمرض الكساح:

يعتمد علاج الإصابة بمرض الكساح على المسبّب الرئيسيّ الذي أدّى إلى الإصابة بالمرض،

في حال كان المرض ناجماً عن الإصابة بإحدى المشاكل الصحيّة مثل أمراض الكلى فيتمّ التركيز على علاج هذه المشكلة أو السيطرة عليها.

أمّا في حال كان مرض الكساح ناجماً عن أسباب وراثيّة فيتمّ في هذه الحالة إعطاء أدوية الفسفور وفيتامين D في شكله النشط.

وفي حالات الإصابة بمرض الكساح الناتجة عن سوء التغذية يُنصح بتناول الوجبات الغذائيّة الغنيّة بالكالسيوم والفوسفات، وفيتامين D، أو تناول المكملات الغذائيّة مثل زيت السمك، وزيادة التعرّض لأشعة الشمس، والتعرّض للأشعة فوق البنفسجيّة، وقد يحتاج المريض إلى تناول مكملات الكالسيوم وفيتامين D بشكلٍ يوميّ، والحصول على إبرة تحتوي على فيتامين D بشكلٍ سنويّ.

اضف تعليق