نشرت صحيفة الديلي تليغراف البريطانية موضوعا بعنوان "وقف إطلاق للنار غير ملزم لأي من مجرمي الحرب".

الموضوع الذي أعده محرر شؤون الشرق الأوسط في الجريدة ريتشارد سبنسر يرتكز على فكرة تسمية الأشياء بعكس مسمياتها الصحيحة وينطلق من التعبير الصيني الشهير "أن تسمي الحصان غزالا".

وهي قصة صينية قديمة عن إمبراطور أراد اختبار ولاء المقربين منه بالإشارة إلى حصانه قائلا "ما أجمل هذا الغزال" قبل أن يتخلص من جميع من صححوا له الأمر على اعتبار أنهم غير جديرين بالثقة.

ويقارن سبنسر ذلك بالاتفاق الأخير على وقف إطلاق النار في سوريا مشيرا إلى أنه لو كان ماتم الاتفاق عليه هو بالفعل وقف لإطلاق النار فإن حصان الإمبراطور الصيني كان غزالا.

ويضيف أن الاتفاق الذي أقرته عدة قوى دولية لا يتضمن أي طرف سوري يستطيع وقف إطلاق النار فعليا كما أن كل الإطراف التي رحبت بالاتفاق لا علاقة لها به فعليا كما ان جميع القوى الخارجية المشاركة في الحرب في سوريا يمكنها أن تواصل القتال عندما تشاء.

ويوضح سبنسر أن كل ذلك بسبب ان قرار مجلس الأمن الدولي الصادر الشهر الماضي بخصوص سوريا والذي يعد العنصر الحاكم لكل هذه المفاوضات استثنى الأطراف المقاتلة التي اعتبرها "متطرفة" واستبعدها من أي وقف لإطلاق النار.

ويقول إن الاتفاق لا يسرى على مقاتلة تنظيم داعش الذي يسيطر على مساحة واسعة في سوريا ولا يسري على تنظيم جبهة النصرة جناح تنظيم القاعدة ولا أي جهة أخرى يصنفها الغرب على أنها إرهابية.

بالتالي فإنه من حق كل الأطراف الموقعة على الاتفاق استمرار قصف هذه التنظيمات وبما أن جبهة النصرة مثلا تتواجد في جميع المناطق التي تتمركز فيها قوات الجماعات التي يعتبرها الغرب معتدلة ويسري عليها الاتفاق فإن القصف سيستمر في أي وقت وليس له قيمه فعلية ملزمة.

اضف تعليق