تعرض الى شتى انواع التعذيب الجسدي والنفسي وانتهكت طفولته سريعا عبر التنكيل والضرب والهجر ناهيك عن فقدانه لاحد الرعاة.

اذ فقد الطفل (....) الذي يبلغ من العمر 6 سنوات امه بعد فراقها عن والده والتي تزوجت بأحد اخر اهم مصدر للدفء والرعاية والحنان في عمر يكاد يكون في اشد الحاجة الية من جور أب لم يراع عمر الطفل وحاجته الماسة للرعاية الابوية.

هو طالب في الصف الاول الابتدائي تم ملاحظه اصابته بكدمات وجروح من قبل مرشد الصف وتراجع حالته الصحيه، وعند سؤاله عن سبب الاصابة اتضح بانه معنف اسريا من قبل والده الذي يعمل منتسب في احدى الوزارات الامنية.

يقول الطفل انه "يعيش مع ابيه في البيت، وان امه تطلقت منه، وان والده سبق وان تزوج من امراءتين الا انهما تركا المنزل بسبب تصرفات الاب".

وعندها لاحظ مرشد الصف ان الطفل يحمل مفاتيح معه سأله عنها فاجاب بان "والدي يتركني في المنزل وحدي لاكثر من اسبوع بسبب عمله وانا اعيش وحدي".

ابي يقوم بضربي هو واحد اعمامي ويقومون بضربي بالكيبل ويطفئون السكائر في جسمي. هكذا قال الطفل لمرشد الصف.

ويسكن الطفل المعنف في احدى مناطق العاصمة بغداد، وقد تداولت المواقع الاجتماعية " فيسبوك" صور للطفل اظهرت مدى تأثره بالجراح التي احدثها ابيه وعمه اثر ضربه وتعذيبه المتكرر له على فترات طويله بحسب ما افاد الطفل لمرشد الصف وللاجهزة الامنية.

مرشد الصف لم يتواني بالاتصال بمركز شرطه النصر والسلام وابلاغهم عن الحاله.

يقول مرشد الصف انه من اجل استدراج الاب تم الاتصال به واخباره بضروره حضوره الى المدرسة بسبب مستوى الطفل الضعيف، وعند حضوره الى المدرسه تم القاء القبض عليه.

المفجع بالامر ان الاب كان يتلذذ بتعذيب ولده عبر توثيقه تلك للحظات، وذلك عند قيام ضابط الشرطه بتفتيش هاتف الاب وجد عنده فيديوهات تتعلق بتعذيب الطفل يتم توثيقها من قبله.

نقل الطفل الى المستشفى لاتخاذ التدابير العلاجيه له، وقد تم تشكيل لجنة طبية خاصة لمتابعة حالة الطفل الصحية والان والان هو يتماثل للشفاء وهو حاليا اودع عند جده من والدته.

هذه الحالة لم تكن الاولى ولا الاخيرة اذ انتشرت كثيرا في المجتمع العراقي حالات الاعتداءات الوحشية من قبل الوالدين لابنائهم، ويرى مراقبون ان الظروف السياسية والاجتماعية والثقافية التي آلمت بالبلد ادت الى ظهور مثل هكذا امراضا اجتماعية.

تقول الكاتبة الصحفية اخلاص داود، ان الظروف الصعبة والحقوق المسلوبة للمواطن من قبل حكومته والاحباطات واليأس من اصلاح الحال كلها ضغوط متراكمة عانى ويعاني منها العراقي وتعد احد اسباب العنف ضد الاطفال".

وتشير داود الى ان "الحالات العصبية المرافقة للعنف تعتبر تنفيس عن مشاكل نفسية كبيرة وعميقة يتحمل الاطفال عواقبها، ناهيك عن ضعف الوازع الديني وتندي المستوى الثقافي والعلمي، والاباء يشعرون بظلم الحياة وينعكس هذا الظلم على اولادهم".

الناشط المدني والاعلامي عدي الحاج يقول "تعتبر ظاهرة العنف ضد الأطفال من أكثر الظواهر التي انتشرت في مجتمعنا في الآونة الأخيرة، وينتج عنها الكثير من المخاطر الفردية والأسرية والمجتمعية، فالعنف ضد الطفل له أسباب متعدّدة منها أسرية مثل عدم العناية والرعاية الكافية بالأبناء أو بما يعانيه أحد أفراد العائلة بمرض نفسي أو عقلي أو وجود تفرقة واضحة بين الأبناء، ومنها نفسية مثل عدم شعور الطفل بحب الأب والأم أو كلاهما له، ومنها جسدية مثل تعامل الأبوين بالضرب والإهانة".

ويرى الحاج انه من الواجب دعم دور الإعلام والصحافة لتوعية المجتمع وصناع القرار والأسر والأطفال والمهنيين بحقوق الطفل للحد من العنف ضد الأطفال ليكون وسيلة توّفر فرصة للأطفال لممارسة حقّهم بالمشاركة وحمايتهم من العنف الموجّه ضدهم، وكذلك تعزيز دور الإعلام للتعريف بالبرامج الوطنية والإقليمية والدولية المناهضة للعنف ضد الأطفال.

عامر الشيباني
[email protected]

اضف تعليق