تراجعت أعداد النحل البري في الولايات المتحدة في العديد من المناطق الزراعية، بسبب تحويل تلك المناطق إلى مزارع لإنتاج الوقود الحيوي، وفقا لنتائج أول دراسة وطنية من نوعها لوضع خريطة لأعداد النحل البري.

ووجدت الدراسة أن أعداد النحل انخفضت في ما يقرب من ربع الولايات المتحدة، خلال الفترة من عام 2008 وحتى عام 2013.

ويقول الباحثون إن تحويل الأراضي إلى زراعة الذرة لإنتاج الوقود الحيوي يمثل عاملا رئيسيا في هذه الظاهرة.

ويحذر العلماء من أنه إذا استمر هذا الاتجاه فإنه يمكن أن يرفع التكاليف ويزعزع استقرار إنتاج المحاصيل.

ويؤدي النحل البري دورا مهما في تلقيح العديد من المحاصيل في الولايات المتحدة والنباتات، وتشير التقديرات إلى أنه يساهم بحوالي 3 مليار دولار في القيمة الزراعية كل عام.

في عام 2014، أصدر الرئيس أوباما مذكرة تدعو إلى إجراء تقييم حول أوضاع العسل والنحل البري عبر الولايات المتحدة، في مواجهة تزايد عدد من التهديدات، منها هجرة أفراد النحل للخلايا وترك الملكة.

ولتحديد المناطق التي يوجد فيها النحل البري بوفرة في جميع أنحاء البلاد، اتبع نموذج يجمع بين عدد من السجلات ورأي الخبراء.

ويأتي هذا في الوقت الذي تتركز فيه المخاوف على تراجع أعداد النحل في أوروبا حول تأثير المبيدات الحشرية نيونيكوتنواد على الحشرات من جميع الأصناف، وكانت هذه الدراسة غير قادرة على استخراج معلومات محددة عن استخدام المبيدات الحشرية.

إلا أن المؤلفين يرتابون في أن للمواد الكيميائية تأثيرا.

وأضاف "إذا نظرتم الى الخرائط، فإن الأماكن التي لا توجد بها وفرة في النحل تتمثل بصورة أساسية في خريطة الزراعة المكثفة في الولايات المتحدة".

وأضاف "هذا أثر الزراعة في النحل، وهو أمر مرتبط بفقدان المواد الكيميائية والمبيدات الحشرية".

كما أبرزت الدراسة أن هناك طلبا متزايدا على المحاصيل التي تتطلب زيادة مستويات التلقيح.

وربما يعكس ذلك تغير أذواق المستهلكين، فقد ارتفع الطلب على القرع، والعنب، والخوخ والتفاح والبطيخ. وانخفضت - للأسف - أعداد النحل البري المتاحة في المناطق التي تزرع فيها.

النحل للإيجار

ويعتقد الباحثون أن حجم انخفاض النحل البري سيدفع المزارعين إلى الاعتماد بشكل كبير على مربي نحل العسل التجاري، الذين يتنقلون في أنحاء الولايات المتحدة، ويستأجرون بعض مستعمرات النحل بغرض التلقيح.

وهذا - كما يقال - أمر محفوف بالمخاطر، فقد عانى مربو النحل من خسائر مدمرة بسبب الأمراض وهجرة أفراد النحل العامل في السنوات الأخيرة.

ويأمل العلماء في أن عملهم سوف يساعد أيضا المنظمين في تحديد سبعة ملايين فدان يطلبها البيت الأبيض لحماية الملقحات، لتكون مواطن على مدى السنوات الخمس المقبلة.

ووفقا للبروفيسور ريكيتس، فإن حماية النحل البري ليس من الصعب توفيرها - ولكنها تتطلب من المزارعين رؤية المنافع المتبادلة في توفير مواطن جانبية لهذه الحشرات التي تعمل بجد لتحافظ على البقاء.

ويوضح: "الأمر ليس لغزا كبيرا حول كيفية مساعدة النحل بالقرب من المزارع الخاصة بك، فإنها تحتاج إلى الزهور، وتحتاج إلى أماكن لإقامة مستعمرات وأعشاش وأنها بحاجة إلى تجنب التسمم بالمواد الكيميائية، ونحن نعرف كيف نفعل كل هذه الأشياء".

"غالبا ما يمكن القيام بذلك بتكلفة قليلة جدا للمزارع لأنه يوجد أراضي جانبية يمكن استغلالها، لذلك فإن الأمل موجود".

نشر البحث في مجلة، محاضر مؤتمرات الأكاديمية الوطنية للعلوم.

اضف تعليق