كربلاء / عدي الحاج

ناقش مركز المستقبل للدراسات الإستراتيجية وضمن ملتقى النبأ الإسبوعي الذي تستضيفه مؤسسة النبأ للثقافة والإعلام في كربلاء المقدسة، الورقة البحثية الموسومة (تصاعد الصراع الأمريكي- الإيراني وتأثيراته على المنطقة) للتدريسي في جامعة بابل والباحث في ذات المركز، الدكتور قحطان حسين اللاوندي، بحضور شخصيات أكاديمية ومدراء مراكز بحوث ودراسات وحقوقيين ومهتمّين بالشأن العراقي والإيراني والأمريكي وصحفيين وناشطين مدنيين.

وقال اللاوندي، لمراسل وكالة النبأ للأخبار، أنّ "الولايات المتّحدة الأمريكية ترى في ظل رئاسة ترامب أنّ الخطر الرئيسي الذي يُواجه مصالحها بعد تحجيم تنظيم داعش الإرهابي هو إيران، فإيران حسب الرؤية الأمريكية دولة تطمح للهيمنة في المنطقة من خلال توظيف الأزمات والحروب الإقليمية لزيادة نفوذها في الشرق الأوسط، فضلاً عن كونها قوة ثورية تحاول أن تظهر نفسها كقوة مقاومة للمشاريع الأمريكية في الشرق الأوسط".

وأشار اللاوندي، الى أنّه "في المقابل ترى إيران أنّ الولايات المتّحدة الأمريكية بسياستها الحالية تسعى لفرض رؤيتها على العالم وبأساليب لا تتوافق مع مصالح العديد من دول العالم ومنها إيران، وفي ظل الإختلاف بين الرؤيتين الإيرانية والأمريكية خصوصاً بعد تولّي ترامب رئاسة الولايات المتّحدة الأمريكية والذي صعّد من درجة تشدّد الولايات المتّحدة ضد إيران بإلغاء الإتّفاق النووي وفرض عقوبات عليها، القصد منه تحجيم النفوذ الإيراني في منطقة الشرق الأوسط".

من جانبه بيّن مدير المركز، عدنان الصالحي، أنّ "الصراع الأمريكي الإيراني ليس وليد اللحظة، فالصراع يمتد منذ نهاية السبعينات وبداية الثمانينيات المنصرمة، وأنّ الصراع بين كلا الدولتين يعتمد على نوع القيادة أو الإدارة في تلك الدولتين، وأنّ الصراع في الفترة الحالية بعد رئاسة ترامب للولايات المتّحدة الأمريكية بدأ يتصاعد كثيراً حتى وصل الى ما هو عليه اليوم"، مشيراً الى أنّه "يجب حسم الملفات مع إيران وهذا لا يعني إسقاط القوة الإيرانية بل هو محاولة للضغط على إيران في أقصى درجات القصوى من أجل الموافقة بالترتيب الجديد للشرق الأوسط، كما أنّ إيران لديها ملفات وخطط لمواجهة هكذا ضغط وتستطيع الضغط بإتّجاه آخر أو مناطق أخرى في كيفية الحفاظ على ما تتوقّعه من مناطق نفوذ لمواجهة تلك الضغوطات".

وأضاف الصالحي، أنّ "كلا البلدين لا يُعانون من مشكلة كبيرة، قد تكون إيران هي التي تُعاني من مشاكل إقتصادية في الوقت الحالي لكنّها تمتلك البدائل التي تمكّنها من النهوض رغم تلك الضغوطات الأمريكية، لكنّ المشاكل تنعكس على دول المنطقة ومنها (العراق وسوريا واليمن ولبنان وغيرها) والتي تُعاني من مشاكل وأزمات طويلة الأمد بسبب ذلك الصراع كونها دول ضعيفة في المنطقة"، مؤكداً على أنّ "الصراع الأمريكي الإيراني لن يدوم طويلاً، بل سيصل الى حد ثمّ سيجلس قادة تلك الدول وقد يكون جلوسهما خلف الكواليس ليجدوا حلولاً وسطية وهذا ما علمته إلينا السياسة بشكل عام".انتهى/س

اضف تعليق