وكالة النبأ/ متابعة

في أحد شوارع مدينة الموصل، ينهمك رعد عبد الجبار مع أولاده في إعداد الطين لصنع الأفران.

يبلغ رعد 53 عاماً من العمر، وهو من عائلة الكوازيين، عمل في صناعة الأفران مع والده منذ الصغر، ولا يزال.

صانع الأفران رعد عبدالجبار يقول لشبكة رووداو، "توارثنا هذه الحرفة من أجدادناً، حيث يتكون التنور (الفرن) بعد مرورها بـ3 مراحل، وموادها تتكون من التراب والتبن، والماء والملح".

أولاً، يقومون بخلط جميع المكونات وعجنها بالأقدام للحصول على عجينة ناعمة تماماً، ثم تُوضع العجينة على طاولة وتُفرد باليد حتى يصل طولها إلى 1.5 متر وعرضها إلى 40 سم. 

بهذه الطريقة يتم إنجاز المرحلة الأولى من صنع الفرن.

بعد الانتهاء من المراحل الثلاث، يتم تجهيز الأفران للتجفيف، فإذا كان الفصل شتاء توقد نار لتجفيفها، أما في الصيف فإنها توضع تحت أشعة الشمس.

يوضح رعد عبدالجبار طريقة صنع الفرن الواحد قائلاً: "أول مرحلة هي تشكيل الأساسات، وبعد أن ينشف، نأتي إلى المرحلة الثانية التي تشمل القسم العلوي و القسم الأوسط منه".  

ويشتري سكان المدن الآن عدداً أقل من الأفران، ويتواجد معظم الزبائن في القرى المحيطة بالموصل.

وهو ما اكده رعد عبدالجبار: "أ كثر التنانير مطلوبة من قبل القرويين، لأن الحطب متوفر لديهم، ويرغبون هم على الدوام بخبز الطين، لكن اهل المدن نادراً ما يطلبونها".

صالح محمد، من القيارة في جنوب الموصل، يزور رعد كل بضعة أيام، ويشتري في كل مرة أكثر من عشرة أفران يأخذها إلى القرى المحيطة بالقيارة.

يشير صالح محمد وهو زبون قائلاً: "نستخدم التنور في الخبز عليه والشوي، نظراً لقلة ساعات التجهيز بالكهرباء نقص النفط، لكن الحطب متوفر، هذه التنانير جودتها عالية في هذه المكان بالتحديد بعكس أماكن كثيرة تقوم بصنعها لذلك نحجز الكمية التي نريدها لنحل عليها في الوقت المناسب".

يتراوح سعر الفرن الواحد بين 15 و20 ألف دينار.

صانع الأفران رعد عبدالجبار أكد أن "صناعة التنور مصدر رزق لنا منذ القدم استورثناها من أجدادنا، وأوصي أولادي لاتقان حرفتنا ويكملوا مسيرتنا ويحافظوا عليها".

توجد أفران رعد في المدينة أيضاً، لكن أفران الخبز فقط هي التي تستخدمها، على الرغم من أن هناك طلباً كبيراً على أفران رعد، إلا أنه يصنع ما بين خمسة إلى ثمانية أفران فقط في اليوم الواحد.

اضف تعليق