تناول مقال للكاتبتين سارة هرموش من الجامعة الأمريكية ونكيسا جهانباني من الأكاديمية العسكرية الأمريكية ويست بوينت، تأثير الضربات العسكرية الأمريكية على استراتيجية إيران في المنطقة.

وحمل المقال عنوان "الغارات الأمريكية في العراق وسوريا: كيف تؤثر الضربات الجوية الانتقامية على الجماعات المسلحة في العراق"، جاء في المقال قبل الرد الأمريكي في الثاني من فبراير/شباط.

وأعلنت كتائب حزب الله، وقف الهجمات على أهداف أمريكية - وهي خطوة يُنظر إليها على أنها اعتراف بالتداعيات الخطيرة لحادثة الطائرة بدون طيار الأردنية، ومن الممكن أن يكون الوقف نتيجة لضغوط من طهران، على الرغم من أن ذلك قوبل بالتشكيك في واشنطن.

لكن هذا التطور يتحدث رغم ذلك عن تفاعل النفوذ والاستقلال بين "محور المقاومة"، التي تعارض الوجود الأمريكي في الشرق الأوسط وتدعمها إيران بدرجات متفاوتة .

إن الضربات الجوية الأمريكية – إلى جانب العقوبات والاتهامات – بمثابة استراتيجية متعددة الأوجه لردع المزيد من العدوان من إيران ووكلائها، ومن خلال استهداف البنية التحتية الحيوية مثل مراكز القيادة والسيطرة والعمليات الاستخباراتية ومرافق تخزين الأسلحة، يهدف هذا النهج إلى تقويض قدرة إيران على إبراز قوتها في سوريا والعراق، وفق المقال.

وتشير الطبيعة الشاملة والواسعة للرد الأمريكي إلى موقف قوي ضد التهديدات التي يتعرض لها الاستقرار الإقليمي والمصالح الأمريكية، بهدف عزل إيران دبلوماسياً واقتصادياً، مع تقليص دعمها لوكلاء إقليميين، وهذا يؤكد التزام الولايات المتحدة بمواجهة النفوذ الإيراني الذي يمكن أن يضعف استراتيجيات المشاركة الإقليمية لطهران ومواقفها التفاوضية وقدرتها على تشكيل تحالفات.

ومع ذلك، فإن فعالية الضربات الجوية والعقوبات في ردع العدوان المدعوم من إيران لا تزال غير مؤكدة، تشير الاتجاهات التاريخية إلى أن الإجراءات الأمريكية المماثلة منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر على إسرائيل، وحتى عام 2017، لم توقف بشكل كامل هجمات الجماعات المدعومة من إيران.

ويسعى نهج إدارة بايدن إلى الإبحار في هذا المشهد دون تصعيد الصراع، مع التركيز على استهداف الآليات المالية التي تدعم وكلاء إيران، ومع ذلك، فإن تأثير وتداعيات مثل هذه العقوبات على إيران والديناميات الإقليمية الأوسع أمر معقد.

وعلى المدى القصير، فإن أي انتقام أمريكي مباشر ضد المصالح الإيرانية يمكن أن يؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية وتفاقم دورة الضربات المتبادلة بين الولايات المتحدة والقوات المدعومة من إيران، مما يزيد من خطر نشوب صراع إقليمي أوسع، ونظراً لأن ذريعة الهجوم تنطوي على الحرب بين إسرائيل وحماس، فإن أي رد أميركي قد يؤثر بشكل غير مباشر على مسار ذلك الصراع، مما يؤثر على الجهود الدبلوماسية المستقبلية وتوازن القوى الإقليمي.

وذكر المقال، أن أستراتيجية "الدفاع الأمامي" التي تتبعها إيران - والتي تركز على معالجة التهديدات خارجياً قبل أن تصبح تهديدات داخل حدودها - تشير إلى أن إيران ستستمر في دعم الوكلاء من خلال الأسلحة والتمويل والمعرفة التكتيكية للحد من نفوذ وشرعية الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة.

وهذا يسلط الضوء على التوازن الدقيق المطلوب في الرد على العدوان المدعوم من إيران - بهدف حماية مصالح الولايات المتحدة مع منع التصعيد إلى مواجهة إقليمية أوسع نطاقا.

اضف تعليق