حثّت منظمة الصحة العالمية سلطات الاحتلال الإسرائيلي على التراجع الفوري عن أمر إخلاء الفلسطينيين من غزة، ووصفت الإخلاء الجماعي فيما لو تمّ بالكارثي، بعد حملات إرهابية شرسة من قوات الاحتلال استهدفت بها القطاع على مدار 6 أيام من حرب غزة 2023.

وقال المدير العام المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس في منشور له على منصة إكس: "أشعر بحزن عميق لأن العاملين في مجال الصحة والمرضى في المستشفيات في شمال غزة يتعاملون الليلة مع عمليات إخلاء وشيكة أو مستمرة.

وبيّنت منظمة الصحة العالمية خطورة الوضع بالنسبة للمرضى والحالة المتردّية في المشفيين الوحيدين اللذان لا يزالان يعملان في المنطقة: "إن مستشفيي وزارة الصحة في شمال غزة، اللذين لا يزالان يعملان، قد تجاوزا بشكل كبير طاقتهما الاستيعابية مجتمعة البالغة 760 سريرا مع الاكتظاظ الشديد. ومن بين آلاف المرضى الذين يعانون من إصابات وحالات أخرى ويتلقون الرعاية في المستشفيات، هناك المئات من المصابين بجروح خطيرة وأكثر من 100 شخص يحتاجون إلى رعاية حرجة. هؤلاء هم أشد المرضى مرضًا. ولا يستطيع آلاف آخرون، يعانون أيضًا من جروح أو احتياجات صحية أخرى، الحصول على أي نوع من الرعاية".

وزادت المنظمة: "إن الإطار الزمني المضغوط، ولوجستيات النقل المعقدة، والطرق المتضررة، والأهم من ذلك، الافتقار إلى الرعاية الداعمة أثناء النقل، كلها عوامل تزيد من صعوبة نقلهم، علاوة على ذلك، فإن مستشفيات وزارة الصحة الأربعة في جنوب غزة وصلت بالفعل إلى طاقتها القصوى أو تجاوزتها، وتفتقر إلى القدرة على الرعاية الحرجة والإمدادات اللازمة لعلاج مرضى إضافيين، إن نقص الإمدادات الطبية يعرض المرضى للخطر ويعوق العاملين الصحيين. وقد تم استهلاك معظم الإمدادات التي خزنتها منظمة الصحة العالمية مسبقاً في غزة".

وختمت منظمة الصحة العالمية بيانها بالمطالبة بفتح ممر إنساني إلى غزة: "تكرر منظمة الصحة العالمية نداءها من أجل وصول المساعدات الإنسانية للإمدادات المنقذة للحياة وتوصيل الوقود والمياه والغذاء؛ وللحماية بموجب القانون الإنساني الدولي للمدنيين والعاملين في مجال الصحة والبنية التحتية الصحية؛ وفي نهاية المطاف، من أجل إنهاء الأعمال العدائية والعنف".

هذا القرار وتجنب وقوع مأساة إنسانية"

كذلك أصدرت منظمة الصحة العالمية بيانًا في وقت متأخر من مساء الجمعة، دعت فيه للتراجع الفوري عن أمر الإخلاء، ووصفت الإخلاء بالكارثي، وجاء في البيان: "تنضم منظمة الصحة العالمية إلى الأمم المتحدة على نطاق أوسع في مناشدة إسرائيل أن تلغي فورًا أوامرها بإجلاء أكثر من مليون شخص يعيشون شمال قطاع غزة، سيكون الإخلاء الجماعي كارثيًا بالنسبة للمرضى والعاملين الصحيين وغيرهم من المدنيين".

وأكملت الصحّة العالمية: "مع استمرار الغارات الجوية والحدود المغلقة، ليس لدى المدنيين مكان آمن يذهبون إليه. ما يقرب من نصف سكان غزة هم تحت سن 18 عامًا. ومع تضاؤل الإمدادات من الغذاء الآمن والمياه النظيفة والخدمات الصحية، وبدون مأوى مناسب، سيكون الأطفال والبالغون، بما في ذلك كبار السن، معرضين بشكل متزايد لخطر الإصابة بالأمراض".

وشرحت الوكالة: "أبلغت وزارة الصحة الفلسطينية منظمة الصحة العالمية أنه من المستحيل إجلاء المرضى الضعفاء في المستشفيات دون تعريض حياتهم للخطر. يشمل ذلك المرضى الضعفاء، أولئك الذين أصيبوا بجروح خطيرة أو يعتمدون على أجهزة دعم الحياة. إن نقلهم وسط الأعمال العدائية يعرض حياتهم للخطر المباشر".

اضف تعليق