أظهر استطلاعان جديدان للرأي بشأن الانتخابات الرئاسية التركية استمرار تقدّم كمال كيليتشدار أوغلو مرشّح تحالف "الطاولة السداسية" وزعيم حزب "الشعب الجمهوري"، على منافسه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي يقود الحزب الحاكم.

وحول أسباب تقدّم مرشّح المعارضة على الرئيس التركي قال مدير شركة "غيزيجي" للأبحاث العامة وهي واحدة من الشركتين اللتين أجريتا استطلاعٍ للرأي نُشِر قبل يوم الأربعاء الماضي، تعددت أسباب خسارة الرئيس التركي للناخبين الذين سيصوّتون في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستشهدها البلاد يوم 14 مايو/أيار المقبل، وسط تحدّيات اقتصادية كبيرة تتعلق أبرزها بتداعيات الزلزال المدمّر الذي ضرب جنوب البلاد يوم السادس من فبراير/شباط الماضي، وأودى بحياة الآلاف وخلف دمّاراً هائلاً في البنى التحتّية.

وكشف مراد غيزيجي مدير الشركة أن "التحالف الحاكم الذي يضمّ حزبيّ أردوغان والحركة القومية يضع استراتيجيات انتخابية خاطئة، فالسياسات الأمنية في تزايد وأردوغان يقول للناس إنني أحميكم من الإرهاب، لكن هذا الأمر لا يحظى حالياً بأولوية لدى الناخبين الذين يركّزون على قضايا أخرى أكثر أهميةٍ بالنسبة لهم".

وأوضح أن "أولويات الناس في الوقت الراهن، تكمن في حلّ المشاكل الاقتصادية والتخلّص من الفساد وإيجاد قضاءٍ نزّيه والحصول على العدالة وتلقي التعليّم الجيد ومن ثم محاربة الإرهاب"، مؤكّداً أن "مكافحة الإرهاب تأتي في المرتبة السادسة من أولويات الناخبين وفق الاستطلاعات التي نجريها، لكن الرئيس التركي يضعها في المقدّمة وهذه واحدة من الأسباب التي أدّت إلى تراجع شعبيته بينهم".

وأشار إلى أن "فئات كبيرة من أبناء المجتمع بينها الشباب والنساء يخشون مواجهة العنف وخسارة المزيد من مكاسبهم ومن تفاقم الأزمة الاقتصادية الراهنة في حال فوز أردوغان مجدداً لاسيما وأنه على سبيل المثال انسحب من اتفاقية اسطنبول التي تحمي التركيات من العنف، وهذا أيضاً سبب آخر لتراجع شعبيته بين الناخبين بعدما تهرّب من تنفيذ إصلاحاته".

وتابع قائلا "أردوغان يقول للناخبين إن سياساتنا الأمنية تحميكم، لكن الناس تفكر بقوت يومها وبظروفها الاقتصادية، ولهذا تقدّم عليه كيليتشدار أوغلو خاصة أن المعارضة تطرح كيفية إصلاح الوضع الاقتصادي في حين يتحدّث أردوغان باستمرار عن الإرهاب".

وكان الاستطلاع الذي أجرته الشركة التي يديرها غيزيجي والتي تحمل اسم عائلته، أظهر أن نسبة تأييد كيليتشدار أوغلو بلغت 53.4 في المائة من المشاركين، ونسبة تأييد أردوغان 43.2 في المائة، ومحرم إينجه 2.1 في المائة وسنان أوغان 1.3 في المائة، وذلك بعد توزيع أصوات المترددين على المرشّحين الأربعة الذين يتنافسون على الرئاسة التركية.

كذلك بيّن أن الأصوات التي سيحصل عليها المرشّح محرم إينجه قد تتسبب في التوجه إلى جولة ثانية من الانتخابات، حيث من المتوقع أن يحصل فيها كيليتشدار أوغلو على 55.2 بالمئة مقابل 44.8 للرئيس الحالي، بحسب الاستطلاع الأخير الذي أجرته شركة "غيزيجي" للأبحاث العامة.

اضف تعليق