اكد الكاتب في الشأن السياسي ابراهيم العبادي، أن لدى كل من ايران والسعودية حاجة ضرورية لتأجيل الخصام الذي استمر لسنوات عديدة.

وأوضح في رد على سؤال لوكالة النبأ في ملتقى النبأ للحوار:

1- لكلا البلدين حاجة ضرورية لتأجيل الخصام والتنافس بينهما لأسباب تتعلق بوضعهما الجيوسياسي والمشكلات المرتبطة بتحديات داخلية وخارجية، السعودية التي تسعى الى انتقال سلس للسلطة الى ولي العهد الطموح تحتاج الى تهدئة الساحات التي تشعر بخطرها الشديد عليها واولها ازمة اليمن وورطة السعودية في الحرب، واحتمالات الصدام الاسرائيلي مع ايران بحماية امريكية حيث من المحتمل ان تتأثر السعودية باي تصعيد او ضربة عسكرية ولهذا فهي تسعى الى اخراج نفسها من نطاق التأثير السلبي الخطير، وقبل ذلك فهي تريد ان تخرج من اليمن لتتفرغ لمشروعها التنموي الطموح (2030).

وبين، أن ايران تعاني ازمات داخلية وخارجية خطيرة وهي بحاجة الى تهدئة ساحات الصدام الاقليمية وتفتيت القوى التي تتوقع ان تتحد ضدها.

2- للصين رغبة في الولوج الى منطقة الشرق الاوسط بهدوء ووفق منهج الاختراق السلس الذي يغلف التعاون الاقتصادي بحلحة الازمات بين شركائها الاقليميين ،وتوفير بيئة سليمة لمشروعها الستراتيجي الحزام والطريق الذي تستفيد منه ايران والسعودية بدرجات متفاوتة .

3- تريد السعودية التخفيف من اعتمادها الامني على امريكا وتوجيه رسائل ضغط الى واشنطن ترسخ استدارتها الهادئة نحو الشرق لاسيما الصين الصاعدة الى قمة القطبية العالمية الجديدة .ضمن استراتيجية الدفع بالسعودية لتكون دولة اقليمية محورية كبرى ذات ثقل اقتصادي ومرونة امنية وسياسية .

4- سينعكس الاتفاق السعودي الايراني ايجابيا على الساحات المضطربة في المنطقة ،وستذعن القوى المتخاصمة بالوكالة عن الطرفين لمنطق الدولة وبراغماتية المواقف واولوية المصالح وليس لمنطق خطاب التكاره والطائفية.

5- سيضعف الاتفاق من سطوة التيار المتشدد في ايران وهيمنته على السياسات الخارجية، فمنهج التهدئة والمصالحات هو احد ابعاد منهج الاصلاحيين والمعتدليين ، وهو مطلب شعبي الان بعد الازمات المالية والاقتصادية التي احرجت النظام واشعرته بخطورة المنهج المتصلب .

6- ستشعر اسرائيل ان منهج التطبيع وتحشيد الدول الاقليمية ضد ايران تلقى ضربة في ظرف حرج وعليها ان لا تذهب بعيدا في طموحاتها وستضطر الى اخذ التهدئة مع الفلسطينيين (اولوية سياسية وامنية وليس التطبيع بديلا عن الحل الدائم مع الفلسطينيين).

اضف تعليق