بعد ايام من زيارة الرئيس المصري عبدالفتاح السياسي الى واشنطن تحدثت أنباء عن نية الحكومة الأمريكية إدراج جماعة الإخوان المسلمين في قائمة الجماعات الإرهابية الأجنبية.

ونجت جماعة الإخوان، التي تأسست في مصر قبل أكثر من 90 عاما، من حملات متكررة في موطنها، ولها فروع في مختلف أنحاء الشرق الأوسط بعضها يرتبط بها مباشرة في حين تربطها بجماعات أخرى علاقات فضفاضة.

ويقول المناوئون للإخوان، وبينهم عدة دول عربية ذات حكم استبدادي، إنها جماعة إرهابية خطيرة ينبغي القضاء عليها. وتقول الجماعة إنها أعلنت قبل عقود نبذ العنف وتنتهج رؤية إسلامية تنشرها بالوسائل السلمية.

من هتها قالت صحيفة نيويورك تايمز الأميركية إن "مسؤولين في البنتاغون ووزارة الخارجية قدموا اعتراضات على نية الرئيس الأميركي دونالد ترامب تصنيف جماعة الإخوان المسلمين منظمة إرهابية".

ونسبت الصحيفة إلى مسؤولين أميركيين (لم تسمهم) -في تقرير لمراسلها في الشرق الأوسط ديفيد دي كيركباتريك- أن جماعة الإخوان المسلمين لا تفي بالتعريف القانوني للجماعة الإرهابية، مشيرين إلى أن تصنيفها قد يكون له عواقب غير مقصودة في الدول الحليفة، حيث تتعامل الجماعة مع الأحزاب السياسية البارزة.

وهنا لابد من التركيز على تركيا التي ينتهج حزب العدالة والتنمية الحاكم فيها المنهج الاخواني وتمتلك علاقات متينة مع الولايات المتحدة، اذ ترى انقرة نفسها الطرف الأكثر علاقة وتشابكاً مع التوجه الجديد للإدارة الأميركية، الساعي إلى اعتبار جماعة الإخوان المسلمين، بمختلف تشكيلاتها وتسميتها، وفي مناطق العالم كافة جماعة إرهابية، فتركيا ونظامها السياسي الحاكم راهناً، تتداخل مع هذا التشكيل السياسي في عدد لا متناهياً من المساحات، سواء في الداخل أو عبر أذرعها الإقليمية أو عبر شبكة علاقاتها السياسية والأمنية والاقتصادية الإستراتيجية مع دولٍ وأنظمة سياسية محكومة من قِبل واحدة أو أخرى من تنظيمات الإخوان المُسلمين. بحسب الكاتب والصحفي رستم محمود.

يقول محمود في مقال نشرته الإندبندنت، ان"حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا يرى نفسه أولاً في مواجهة معضلة سياسية تتعلق بنهاية ما كان يعتبره "النموذج" الإسلامي الخاص للحُكم، الذي كان يعتقد بأنه أسّس علاقته مع القوى الدولية الغربية، ومع الولايات المتحدة تحديداً. فبمثل هذا التوجه الأميركي الجديد، فإن حزب العدالة والتنمية سيفقد ما كان يعتبره صيغة مغرية للشراكة والاستقرار يؤمّنها هو لهذه القوى الغربية في منطقة قلقة مثل الشرق الأوسط، مقابل حصوله على تغطية سياسية واقتصادية راعية لنمط حكمه".

ويضيف "يزداد قلق حزب العدالة والتنمية من هذا التوجه الأميركي الجديد في ظل ما يعيشه هذا الحزب من أحوال داخلية ضمن تركيا. فمثل هذا التوجه يُمكن له خلال فترة قصيرة أن يُطيح ديناميكية وشكل العلاقة بين القوى السياسية التركية الداخلية، وتحديداً بين حزب العدالة والتنمية وأحزاب المعارضة المناوئة له".

وحول نية إدارة ترامب وضع الجماعة على لائحة الإرهاب قال تقرير نيويورك تايمز إن "إدارة ترامب نظرت في مسألة تصنيف الإخوان المسلمين جماعةً إرهابية خلال الأسابيع الأولى من توليها مهامها سنة 2017، لكنها تخلت عن هذه الفكرة".

وأضاف خلال الاجتماع الذي عُقِد في البيت الأبيض منذ ثلاثة أسابيع، حثّ عبد الفتاح السيسي الرئيس ترامب على تصنيف الإخوان جماعةً إرهابية، فقابله نظيره الأميركي بالموافقة نظرا لأن طلبه بدا له منطقيا.

وتأسست جماعة الإخوان المسلمين في مصر عام 1928 بقيادة حسن البنا وهو معلم وداعية دعا إلى إحياء الدين وإقامة خلافة تطبق الشريعة الإسلامية.

اضف تعليق