أصدرت مؤسسة الامام الشيرازي العالمية بيانا حول ما يجري من احداث مأساوية في فلسطين، مؤكدة أن العنف والحصار والقتل والتجويع الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني، يعد جرائم بحق الإنسانية.

وجاء في نص بيان المؤسسة:

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا... إِنْ أَحْسَنْتُمْ أَحْسَنْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا} صدق الله العلي العظيم. الإسراء ٤-٧

تدين مؤسسة الإمام الشيرازي العالمية الاستهداف المتواصل الممنهج الذي طال الابرياء والعزل من الأطفال والنساء والرجال وكبار السن في فلسطين عموما وقطاع غزة خصوصا وأسفر عن سقوط الالاف من الضحايا المدنيين في دوامة عنف لا تنتهي.

وتعرب المؤسسة عن تضامنها مع فلسطين الجريحة ووقوفها الى جانب شعبها الابي الصابر، الذي يتعرض منذ مدة ليست بالقليلة لحملة من الجرائم التي ترقى الى مستوى الإبادة الجماعية الممنهجة من خلال القصف الهمجي الذي استهدف المستشفيات والمباني السكنية وقطاع الخدمات العامة، إضافة الى الحصار الاقتصادي المفروض منذ أكثر من عقد ونصف.

كما تدعو المؤسسة المجتمع الدولي والمنظمات الدولية والإقليمية والأطراف الفاعلة لتتحمل مسؤوليتها القانونية والإنسانية والاخلاقية الكاملة للوقوف امام هذه الجرائم المرتكبة بحق المدنيين العزل وما سببته من دمار هائل طال البنى التحتية، والتدخل العاجل لفتح الممرات الإنسانية الامنة لإيصال الماء والغذاء والدواء والخدمات الضرورية الأخرى للمحاصرين من أبناء فلسطين، وإيقاف وإدانة الدعوات العنصرية للتهجير القسري لأبناء البلد.

كما تدعو العالم الإسلامي والعربي الى الوقوف صفاً واحداً من اجل دعم القضية الفلسطينية ومساندة شعبها المسلم، والتحرك العاجل على المستوى الإنساني لتوفير الاحتياجات الأساسية للمصابين والمحاصرين والمهجرين، وتعزيز هذا الموقف بجهد دبلوماسي مكثف من اعلى المستويات لتسليط الضوء على حجم المعاناة الإنسانية التي يعاني منها ابناء قطاع غزة خصوصاً والفلسطينيون على وجه العموم.

ان الاستمرار في النهج العنصري واستخدام العنف المفرط والحصار الاقتصادي والقتل الممنهج بالآلات الحربية من قبل قوات الاحتلال، هي جرائم بحق الإنسانية، كما انها لن تؤدي الى استقرار المنطقة وتحقيق الامن والسلام، بل ستولد المزيد من العنف والدمار والقتل، خصوصاً وان سياسية الكيل بمكيالين وازدواج المعايير الدولية في خلط الأوراق وقلب الحقائق قد فاقمت من الازمة.

ان تحقيق الامن والسلام في هذه المنطقة المضطربة منذ نحو سبعة عقود لا يتم إلا عبر نبذ العنف بكل اشكاله، وارجاع الحقوق المسلوبة الى أصحابها الشرعيين، وانهاء كل صور الاحتلال والحصار والتعدي، وتعويض المتضررين مادياً ومعنوياً، سيما وان العالم كان شاهداً على فشل كل الوسائل والأساليب العنيفة والدموية التي استخدمها المحتل، طوال عقود في تجيير القضية الفلسطينية لصالحه وإخضاع شعبه بالقوة والإرهاب.

اخيرا نكرر دعوتنا لأمتنا الكريمة للتمسك بالآيات الحيوية في القرآن الكريم والتي يؤكد عليها الامام الشيرازي دائما، والاستقامة على العمل بها من اجل الإنقاذ والتحرير والإصلاح والنهضة، حيث قال الله تعالى: (ان تنصروا الله ينصركم).

والآيات الحيوية هي: (وامرهم شورى بينهم)، (ان الله يأمر بالعدل والاحسان)، (انما المؤمنون اخوة)، (ان هذه امتكم امة واحدة)، (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)، (لا اكراه في الدين)، (ادخلوا في السلم كافة)، (وتعاونوا على البر والتقوى).

مؤسسة الامام الشيرازي العالمية

العراق-كربلاء المقدسة

18-10-2023

 

 

اضف تعليق