عقد ملتقى النبأ للحوار، مساء اليوم الخميس، ندوة حوارية بعنوان (متغييرات السياسة الامريكية في المنطقة وانعكاساتها على العراق).

الندوة التي عقدت عبر تطبيق "Zoom"، شهدت مشاركة لعدد من الاكاديميين والباحثيين والمختصين والصحفيين.

وقال مدير الندوة الدكتور إياد الكناني أستاذ العلوم السياسية، إن السياسة الامريكية في المنطقة لها أهمية كبيرة لما تلعبه من دور مؤثر وحيوي على الاحداث والأوضاع والملفات.

وأضاف، أنه ما من رئيس للولايات المتحدة الامريكية منذ نهاية الحرب العالمية الثانية وإلى الان، الا وله عقيدة معينة ترتبط بمنطقة الشرق الأوسط، كما ان هذا الموضوع يكسب أهميته في ضوء التحولات الجيوسياسية المعاصرة والتي تتركز على صراع القوى الكبرى حول مناطق النفوذ، وامداد نفوذها في المناطق الحيوية لاسيما منطقة الشرق الأوسط والخليج العربي.

واشار الى أن الحديث منذ فترة حكم الرئيس الأمريكي باراك أوباما كان يدور حول تقليص الاهتمام الأمريكي في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط، والتوجه نحو الشرق الأقصى، ورغم ان لهذا الحديث ما يبرره لاعتبارات المصالح ومعايير السياسية الامريكية، لكن لا يمكن القول إن الولايات المتحدة ستنسحب من المنطقة وتتركها للاعبين اقليميين معارضين لسياستها فضلا عن تركها بيد الأقطاب الدولية الكبرى التي تبحث عن موطئ قدم لتعزز وجودها والتحكم في النظام العالمي وادارته .

ولفت إلى أن التساؤلات والتكهنات ازدادت مع التحركات الامريكية الجديدة في العراق والمنطقة والذي يمكن تلخيصها بتعيين السفيرة الامريكية في العراق ونشاطها الدبلوماسي الكبير لترميم العلاقة بين العراق وواشنطن بما يحقق مصالح الأخيرة في المنطقة، فضلا عن التحركات العسكرية والتي كثرت الاقاويل حولها.

من جانبه قال ‏الدكتور منقذ داغر مدير منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وعضو مجلس إدارة مؤسسة غالوب الدولية، إنه بعد غزو العراق ركزت السياسة الأمريكية على أربعة محاور رئيسية، الأول مكافحة الإرهاب والثاني إيران والثالث التجربة في العراق والرابع تدفق النفط، وقد فشلت في كل هذه المحاور الأربعة اكثر من النجاح.

وأضاف، أنه "‏في مستوى مكافحة الإرهاب فإن الإرهاب قد ازداد وفي ما يخص إيران على مستوى التهديدات النووية أو النفود في المنطقة قد فشلت وتوسع النفوذ أكثر من أي وقت مضى، وعلى مستوى التجربة العراقية الفشل ذريع للسياسة الأمريكية، اما على مستوى تدفق النفط وهذا أحد ثوابت الاستراتيجية الأمريكية، أكثر من مرة تم تهدي الملاحة النفطية في ظل كل هذه المشاكل والفشل المركب للإدارة الأمريكية جاء اوباما بعقيدة الانسحاب".

وتابع، أن ‏أوباما قال بشأن الشرق الاوسط في لقاء صحفي اثناء وجوده في البيت الابيض إن هذه المنطقة يجب أن تترك لأهلها".

وحاول التوتر بين إيران والسعودية قال أوباما إنه يجب أن يجلسان ويتفقان على ترتيبات لكل المنطقة، ويعتقد ان السعودية وايران ‏يجب أن تتفقان عن جميع المنطقة".

واوضح، أن المعادلة تغيرت منذ صعود القيادات الجديدة في السعودية والامارات، خصوصا أن اوباما وبعده ترامب ورغم كل ما ابدى من استعراض حول الاهتمام بالمنطقة، جاء على نفس العقيدة بعدم الدخول في صراع وعمليات قتالية، ‏ثم جاء بعده بايدن وهو لديه نفس فكرة المدرسة الاوبامية.

وتابع بالقول إن ‏‏واحدة من أهم الاستراتيجيات الكبرى للولايات المتحدة الأمريكية التنافس مع الصين وروسيا ونجاح السعودية في بناء علاقات ومد جسور تشبه التحالفات، كان عاملا مهددا جدا للمصالح الأمريكية في المنطقة.

واكد أن ‏ما يحصل الان إرسال رسائل للمنافسين أن امريكا باقية وسياستها باقية في المنطقة وكذلك ما يجري هو تحصين للقوات الأمريكية بعد تعرضها إلى هجمات من قبل الفصائل المساندة للإيران.

المحاضر لفت إلى أن مراكز القرار الأمريكي ما زالت تعتقد أن العراق فيه إمكانية لولادة فرصة نجاح لتجاوز الفشل الأمريكي في أفغانستان وقبلها فيتنام.

وشهدت الندوة العديد من المداخلات حول الموضوع من قبل المشاركين، وسط تأكيدات على ضرورة اتخاذ العراق خطوات مدروسة بما يحقق المصلحة العليا للبلاد.

اضف تعليق