"مصطفى" ذلك الطفل الكربلائي البالغ من العمر (7 سنوات) والذي أصيب بمرض السرطان قبل سنتين تقريباً منعه من مواصلة الدراسة والتعليم في الصف الأول الإبتدائي أنذاك، أجريت له عمليتان في العام الماضي لإستئصال ذلك المرض الخبيث من جسده الذي خضع بعدها الى إجراء الأشعة وأخذ جرعات (الكيمياوي) في إيران.

لكن المرض "الخبيث" وسمّي بهذا التسمية كونه خبيثاً فعلاً عاود التطفّل الى جسد ذلك البُرعم الندي ليستقر هذه المرّة بين أحلامه الوردية وطموحاته الكبيرة تجاه وطنه وشعبه، في أهم وأخطر جزء من جسده الذي أصبح كشجرةٍ في فصل الخريف تساقطت منها كل أوراق الجمال، في رأسه مجاوراً الى "المُخ" ليُسبّب له بعدها بفقدان لحاسة البصر وإضطرابات جسدية اخرى رُغم إجرائه علمية فوق الكبرى لإستئصال ذلك المرض اللعين الذي أخذ مأخذاً كبيراً في مجتمعنا العراقي بصمت مطبق من الحكومة المركزية والمحلية.

مصطفى الأبن البكر للزميل المصور "غزوان العبودي" أصرّ هذا العام تحدي مرضه ليلتحق بمدرسته لأداء الإمتحان النهائي مُتجاوزاً كل المعوقات وفقدان البصر ليتوّج إصراره إمتيازاً بالنجاح والأول على أقرانه الذين عبّروا وأساتذته عن سعادتهم لمدى إصرار التلميذ "مصطفى" الذي لقبوه بالعصامي، داعين الله سبحانه وتعالى في الوقت ذاته النجاح في إمتحانه الأصعب والشفاء من ذلك الغول الخبيث.

من جانبه أهدى "العصامي" مصطفى نجاحه الى القوات الأمنية في الجيش والشرطة وأبناء وفصائل الحشد الشعبي الذين يخوضون المعارك الشرسة ضد عصابات داعش الإرهابية دفاعاً عن الدين والوطن والمقدسات، داعياً الله سبحانه وتعالى أن يحفظ العراق وشعبه الصابر، وأن يمُنّ عليه وعلى جميع الجرحى والمرضى بالشفاء العاجل.انتهى/س17

اضف تعليق