كشفت دراسة، غير رسمية قام بها مجموعة من الشباب في مدينة كربلاء، أن عدد المقاهي فيها تجاوز الألف مقهى، وهو عدد كبير في مدينة صغيرة نسبيا.

واكد اصحاب الدراسة لوكالة النبأ/ (الاخبار)، أن ما استرعى انتباههم ان اغلب هذه المقاهي مزدحمة ويكثر فيها الشباب من فئات عمرية تتراوح بين (14 سنة إلى 40 سنة)، واغلب هذهِ المقاهي بلا رقابة بل تكاد تكون -في بعضها- عالماً سرياً يجهل الكثير من الناس ما يجري داخلها.

ولمعالجة هذه الظاهرة وتقييم ابعادها السلبية والايجابية، ومن خلال مسح لآراء الناس وموقفهم من أنتشار المقاهي، اتضح ان هناك تباين كبير في هذهِ الآراء بين مؤيد ومعترض، فيما يرها اخرون ظاهرة غير جديرة بالاهتمام.

في سياق متصل/ قامت "منسقية شبكة فعل المدنية"، في كربلاء بإقامة تجمع شبابي حمل عنوان "المقاهي وتأثيرها على الشباب"، يوم الجمعة المصادف 17 / 7 / 2015، من على حدائق نقابة المعلمين في كربلاء.

وابتدأت المناظرة بين الفريق المؤيد لوجود المقاهي حيث يرى فيها ظاهرة لها تأثيرها الإيجابي على الشباب باعتبارها متنفساً مهما للشباب، بل هي المتنفس الوحيد للشاب الكربلائي، ويمكن استثمارها لتنمية الشباب من خلال استغلاها بشكل أفضل من خلال اقامة الندوات والمحاورات الثقافية ومناقشة مختلف القضايا المطروحة على الساحة.

كما عدها الفريق المؤيد، فرص توفر فرص عمل للعديد من الشباب، كما يمكن عدها لبنة لمجتمع شبابي حقيقي يغني عن المجتمع الافتراضي على الشبكة العنكبوتية الذي بدأ يفرض نفسه بقوة ليغي التواصل الحقيقي.

وتطرق الفريق إلى أمثلة عالمية للمقاهي التي كان لها تأثير على الحياة الثقافية في العالم مثل مقاهي الحي اللاتيني التي كانت صالونات ثقافية يجتمع فيها أغلب أدباء باريس، ومقهى الشابندر في بغداد.

أما الفريق المعارض لوجود المقاهي حيث يراها ظاهرة مريبة تؤدي إلى هدر الجهد والمال، وهي مضيعة للوقت وقد تكون بوابة إلى عالم الإدمان وغيرها من الأمراض الأجتماعية.

وكان منطلق الفريق المعرض أن المقاهي ليست ظاهرة جديدة بال هي قديمة ومن خلال استقراء التجارب الماضية لن نعثر على أي تأثير إيجابي للمقاهي -في مدينة كربلاء على الأقل.

بعد تحديد وجهات النظر بدأ النقاش بين الطرفين وحاول كل فريق أثبات وجهة نظره بالجدل المستند على قواعد فكرية، ليكون الجمهور -الذي ساهم بمداخلات مهمة- هو الحكم، فقد توصل الطرفان الى نتيجة مفادها: رجحان كفه المؤيدين مع الأخذ بنظر الاعتبار جملة من التوصيات منها:

١- تشريع قوانين تنظم عمل المقاهي.

٢- تشكيل لجان لمتابعة المقاهي.

٣- العمل على توفيلا فرص عمل للشباب لتقلل من ارتيادهم المقاهي.

٤- أنشاء مراكز ترفيه ومنتديات ثقافية لتكون منافسة للمقاهي.

٥- الاهتمام بالمؤسسات الرياضية وتحديثها بما يتلائم مع ميول الشباب.

يذكر ان الجلسة اديرت من قبل منسق شبكة "فعل" في مدينة كربلاء، السيد "محمد حسام"، بحضور عدد من الشباب.

اضف تعليق