ذكرت المدونة الموصلية ليلى الخشاب من داخل الموصل على صفحتها الشخصية في "الفيسبوك " عن الحياة في ظل حكومة داعش ان  القرارات الكثيرة والمجحفة التي أصدرها التنظيم مؤخرا، خاصة ما يتعلق بهيئات الناس وأنماط عيشهم اليومية، وفرضها بشكل يشابه أنماط عيشهم هم وكذلك أفكارهم، وسيستخدم جميع أسلحته لبلوغ غايته، بغض النظر هل سيفلح بها أم لا، لايهم، حتى وإن علم يقينا قرب نهايته أو إندثاره.

وقالت الخشاب ان "الشهور القليلة الماضية كانت هي الأقسى على الموصليون، من حيث أحكام التنظيم وإنتهاكاته، فيما عدا سرقاته.. وكأنه يسعى لغاية ما كما قلنا، وخاصة بالمقارنة مع نوعية تلك القرارات الخانقة والمتزامنة في آن واحد، هذا إذا مالاحظنا إصدارها تباعا، بدأت مع قرار منع تداول أجهزة البث الفضائي وتطبيقها بشكل تدريجي في كل أنحاء المدينة، ثم القيود التي فرضت بخصوص خدمة الإنترنت، أدت لإستغناء أغلب العوائل من تجديد إشتراكاتهم، خوفا من مصير مجهول قد ينتظرهم، وعلى أثره توقفت أغلب شركات التجهيز عن الخدمة.. ثم تلاه تداول فرض الزي القندهاري عما قريب، وتبعه قرار إزالة أرقام جميع العجلات التي تحمل أسم دولة العراق وإستبدالها بأخرى تحمل أسم وعلامة دولتهم.. حتى بات الشارع اليوم يوصم بهم.. شعارات دولتهم في كل مكان، تعاليمهم منتشرة هنا وهناك، نقاطهم الإعلامية، عجلاتهم الضخمة، نظراتهم الحادة تقطر سمآ، أشكالهم القبيحة وملابسهم الرثة، حتى أصواتهم المنكرة عبر المنابر، نضطر في أن نسمع زعيقها صبح مساء، وعيد ونحيب ولعنات في الشوارع والأسواق وحتى الدور البعيدة، بعد نشرهم مكبرات صوت في كل مكان وبمسافات متقاربة جدا، كي يوصلوا أفكارهم المتطرفة حتى دون الخروج للشارع، في أن تدخل عقر كل دار عنوة".

وتضيف "الدواعش يسعون بأفعالهم تلك، الى  أن نتجرد عن كل ماله علاقة بالماضي وحتى بالعالم الخارجي بأي شكل كان، بأن لانعلم ما يدور ويحكى خارج المدينة، بأن لانسمع إلا عنهم ولا نتكلم إلا بأحاديثهم، ولانرى إلا هم، بأن تعتاد نفوسنا أخيرا على تقبلهم واقع حال، أن نصل حد ننكر النور ونألف الظلام الذي سيعودونا عليه بأساليبهم تلك، في أن نصل مرحلة التغييب العقلي أو اليأس الذي سيولد فينا أخيرا هذا الخضوع أو الخنوع التام".

وتبين الخشاب انه "وبالرغم مما عشناه ونعشه اليوم من شؤم تلك القرارات، ألا أن جميعها في كفة، وما أصدروه لاحقا من قرار يعتبر غاية في الإستغراب ظاهرا، وغاية في اللؤم والخبث باطنا، كان في كفة أخرى، فبعد الفقر الذي طال المدينة بسببهم، يأتي اليوم ليصدر التنظيم قرار بإيواء كل من ليس له دار أو مال للإيجار من المدنيين، عن طريق إسكانه في أحد دور النازحين، والسبب في ذلك؛ من باب الحرص عليهم والرحمة بهم كما يدعي! وبهذا فقد قرر التنظيم أن يتكفل عن طريقنا ومن خلالنا بإلحاق المدينة بعار الخسة والنذالة التي هم من روادها، في أن يدمروا النسيج المجتمعي حتى بين أبناء المذهب الواحد، فلم يكتفوا بما أحدثوه بالأمس من عداوة وبغض وكراهية إنعكست علينا زورا من أبناء المذهب الأخر أو من بقية الأديان التي تقطن المدينة منذ الأزل، وستبقى آثاره لاتنمحى لأجيال قادمة.. والسبب؛ تشويهه صورتنا بإدعاءه تمثيلنا في كل أفعاله الشاذة والهمجية بحقهم". انتهى/خ6.

اضف تعليق