اوضح مستشار رئيس الوزراء السابق والخبير السياسي والاقتصادي الدكتور مظهر محمد صالح، خارطة المشهد السياسي العراقي في المحيطين الاقليمي والدولي.

وحول مخاطر ادارة البوصلة يقول صالح لوكالة النبأ، "لم تنفك درجة مخاطر ادارة البوصلة السياسية الداخلية وبناء توازناتها عن درجة مخاطر بناء البوصلة الخارجية (العربية والاقليمية والدولية ) وتوازناتها واستقطاباتها منذ تاسيس الدولة العراقية الحديثة في العام ١٩٢١ وحتى الساعة ".

وبالحديث عن تاريخ العراق يضيف صالح، أنه "مرت في تاريخ العراق السياسي الحديث ازمنة شهدت حالات تطرف في العلاقات الدولية والاقليمية والعربية والميلان نحو الاقطاب الدولية، فانهيار الملكية جاء على سبيل المثال جراء تبديل قواعد الاتساق مع اللعبة الداخلية الشعبية في خمسينيات القرن الماضي واغتراب النظام من التعاطف مع المد العربي وليد حرب السويس ١٩٥٦ للتلاحم المفاجيء مع المد الاقليمي والدولي (حلف بغداد) ما قاد الى اختلال التوازنات بين المحيط العربي والمحيط الاقليمي والصراع بين القوى الكبرى الى سقوط الملكية سقوطاً مدويا".

وتحدث صالح عن الانظمة السياسية بالقول، "كذلك النظم العسكرية الانقلابية اللاحقة التي تمددت باسم القومية والميل لهذا المعسكر الدولي من غيره ابان الحرب الباردة ما قاد الى سلسلة انقلابات داخلية متعاقبة ومحاولات انقلابية فاشلة بسلاسل مدنية وعسكرية لم تنقطع، انتهت في نهايات القرن العشرين بتطرف واحادية النظام الدكتاتوري السابق الساذج في السياسة الدولية بعد قمعه السياسة الداخلية للتصادم والحرب غير المنقطعة مع (محيطه العربي واللاقليمي والدولي) في آن واحد ما افقد البلاد بوصلتها والتيه في ظلمات السياسة الدولية والتعثر دون سبيل للاستقرار وبناء التوازنات الخارجية والداخلية".

وذهب بالحديث عن التوازنات مؤكدا، "اما اليوم ، أرى في توازن العلاقات بين بلدان المحيط العربية والجوار الاقليمي غير العربي والمصالح الدولية وتوتراتها بشكل متوازن هو الخيار الوحيد والشاق في آن واحد ولاسيما في استدامة سير المعادلة السياسية الداخلية واتساقها الخارجي وهي قضية شديدة التعقيد لكثرك اللاعبين المحليين والاقليميبن والدوليين، ما يقتضي الكثير من الوقت، ولاسيما بعد سنوات من تبدل النظام الدكتاتوري الفردي السابق الاحادي العلاقات وتغيره بقوة الحرب والاحتلال بعد العام ٢٠٠٣ لتظهر معادلات اضافية داخلية اشد تعقيدا وهي وليدة الاحتلال في الايديولوجيا والولاء والوطنية والتي جميعها قد عقدت من بناء التوازنات الخارجية لكثرة ثوابتها ومتغيراتها في خرائط الاستقرار السياسي الطويل الاجل لبلادنا".

اضف تعليق