عقد ملتقى النبأ للحوار، ندوته الإلكترونية الشهرية تحت عنوان "دور النخب الجامعية في التنمية السياسية"، بمشاركة عدد من الأساتذة الجامعيين والبرلمانيين والمهتمين بالشأن السياسي، فيما تباينت آراء المشاركين حول قوة الدور الذي تؤديه النخب الجامعية بتعديل مسار السياسة في العراق.

وحاضر في الندوة الدكتور مؤيد السهلاني الذي عرف النخبة بأنها جماعة من الأفراد يمتازون بخصائص معينة تجعلهم أكثر قدرة على التمييز في أداء أدوار شديدة الأهمية غي حياة مجتمعاتهم.

وأضاف أن النخبة باستطاعتها تعديل سلوكيات الآخرين وإضفاء الشرعية على أداء السلطة بما يخدم النظام العام، مبينا أن ميزة الاستقلالية التي تتمتع فيها النخبة هي الكفيلة بحل المشكلات والقضايا العالقة، وان الاستقلالية مهمة جدا في دراسة مشاكل السياسة العامة دون أي صعوبة لأنها مستقلة ببساطة.

وأشار السهلاني إلى إن الحكومة العراقية لا تزال قادرة على مقاومة ظروف التغيير ولكنها فشلت في إقناع المواطنين بنظامهم الديمقراطي.

من جانبه قال رئيس نقابة الأكاديميين العراقيين/ فرع كربلاء الدكتور منير الدعمي بمداخلة له، إن الطبقة السياسية في العراق لم تعط الدور المنشود للنخب في التنمية وبمختلف القطاعات ومنها السياسية، فنحن اليوم بأمس الحاجة إلى التكامل والتعاون بين النخب الأكاديمية والطبقة السياسية من أجل تحقيق التنمية.

وأضاف أن النخب الأكاديمية كان لها دور بارز في إعداد الكثير من الدراسات المتخصصة في مجال تحقيق التنمية، ولكن دون الأخذ بها من أصحاب القرار، وكان التغييب لهذا الدور مقصودا فمثلاً على مستوى النخب الأكاديمية في كربلاء المقدسة تم وضع برنامج حكومي للحكومة المركزية من قبل أساتذة مختصين في العام ٢٠١٨ وقد نال إعجاب الحكومة في حينها وتم تكريم فريق العمل بكتاب شكر وتقدير من قبل الحكومة المركزية ولكن للأسف لم يتم الأخذ بهذا البرنامج الحكومي وبقي في أدراج المكاتب.

وتابع، في حين نجد في دول العالم المتقدم أن النخب الأكاديمية ليست فقط شريك في صناعة القرار ولكنها صاحبة القول الفصل في القرارات المصيرية.

وأكد الدعمي، نحتاج إلى أن يعطى دورا أكبر يتناسب مع هذه النخب في التعاطي مع جميع قضايا الوطن سواء كانت اقتصادية أو أمنية أو اجتماعية أو تربوية تعليمية، وكذلك السياسية، من أجل تحقيق استدامة شاملة.

فيما أوضح الكاتب والأكاديمي الدكتور مسلم عباس في مداخلته أن السياسة في العراق ممارسة تنتجها القوة، أو على الأقل أن القوة هي الرافد الأهم لممارسة السياسة.

وقال عباس، إن "تاريخنا المعاصر يشهد بأن العمل السياسي يرتبط بالقوة والعنف، ولا دور للنخب (بمختلف تصنيفاتها) في التنمية السياسية".

وأشار إلى أن "النخب الأكثر تأثيرا في العراق تُصنع على مقاسات السلطة الحاكمة لذلك يكون دورها تَلْمِيعِي في سياق دعم السلطة".

وتابع عباس "بينما لا تستطيع النخب المستقلة فعل شيء مؤثر لأن النظام السياسي والاجتماعي لم يؤسس على إعطاء دور مركزي للنخبة، إنما بنيته الأساسية قائمة على استبعاد النخبة المستقلة وتهميشها".

اضف تعليق