شددت المرجعية الدينية العليا، على ضرورة ايجاد خطة من التوافق الوطني بين القوى العراقية والاطراف الداخلية بما تمنع التدخلات الخارجية الساعية لتقسيم العراق.

وقال ممثل المرجعية في كربلاء الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة التي القاها من داخل الصحن الحسيني الشريف "في الوقت الذي فيه ساحات القتال انتصارات متتالية وكان اخرها ما قام به المقاتلون الابطال من تحرير معظم مدينة الرمادي فان مختلف القوى والاطراف العراقية التي يهمها مستقبل هذا البلد وتخليصه من ازماته الراهنة وتسعى الى توفير العيش الكريم لجميع مواطنيه في امن وسلام مع الحفاظ على وحدة اراضيه مدعوة الى تكثيف جهودها وان تزيد من مساعيها للتوافق على خطة وطنية مكتملة تفضي الى تحرير الاجزاء المتبقية التي لازالت ترزح تحت سلطة داعش".

وشدد الكربلائي على ان تكون هذه الخطة "بعيدا عن المخططات المحلية او الاقليمية او الدولية التي تستهدف تقسيم البلد وتحويله الى دويلات متناحرة لا ينتهي الصراع بينها الى أمد بعيد" مبينا ان "خلاص العراق وتجاوزه للأوضاع الصعبة لا يكون الا على ايدي العراقيين انفسهم اذا ما اهتموا بالمصالح العليا لبلدهم وقدموها الى المصالح الشخصية والمناطقية والفئوية ومانحوها".

وأشار الى ان "الاطراف الاخرى سواء الاقليمية والدولية فان من المؤكد انها تلاحظ في الاساس الى منافعها ومصالحها وهي لا تتطابق بالضرورة مع المصلحة العراقية فليكن هذا في حسبان الجميع".

و انتقد ممثل تعقيد الاجراءات الرسمية في مؤسسات الدولة بإنجاز معاملات ذوي الشهداء، داعيا الجهات ذات العلاقة إلى بذل اقصى الجهود لتسهيل انجاز المعاملات.

وقال الكربلائي "لقد كان ولازال لدماء الشهداء الدور الاساس في الدفاع عن العراق وشعبه ومقدساته ووحدة العراق وحماية ابناءه ودرء خطر العصابات الارهابية التي خططت لسلخ وحدته الوطنية وتمزيق نسيجه الاجتماعي".

وأكد ان "للشهداء فضل على الشعب العراقي واذا كان الشهيد في غنى عن الناس جميعا لأنه في مقعد صدق عن مليك مقتدر فان رعاية ايتامه وعائلته واداء حقوقهم وتوفير العيش الكريم لهم هو ما يقتضيه الوفاء لدمه الزكي وروحه الطاهرة وهو مسؤولية كبيرة على اعناق الجميع سواء الحكومة بمؤسساتها المختلفة او غيرها من الجمعيات الخيرية والمنظمات الانسانية بل كل شخص قادر على القيام بهذه المهمة ولو من بعض جوانبها".

ولفت الكربلائي الى ان "العناية الالهية قد بلغت حدا ان جعلت الله نفسه خليفة الشهيد في اهله كان لزاماً على الجميع ان يفوا للشهيد حق الاستخلاف في اهله واولاده ويحفظوا لهم كرامتهم ويؤدون لهم حقوقهم المعنوية والمادية".

وأعرب ممثل المرجعية العليا عن أسفه "من شكوى العديد من عوائل الشهداء من تعقيد الاجراءات في انجاز معاملاتهم للحصول على حقوقهم وصرف رواتبهم وكذلك ما يلاحظ احيانا من تأثير الخلافات العائلية والعشائرية على انجاز معاملاتهم حين يصر بعض عوائل الشهيد حجب الاوراق الرسمية عن زوجته واهله وهذا لا يليق بمكانة الشهيد وتضحيته وما قدمه في سبيل حفظ البلد واهله".

وشدد على "الجهات ذات العلاقة ببذل اقصى الجهود لتسهيل معاملات الشهداء وتبسيط اجراءاتها كما ندعو اقرباء وعوائل الشهداء ان يكونوا سندا وعونا لعوائل الشهيد وزوجاتهم في تحصيل حقوقهم وان يمدوا يد العون مهما امكنهم ذلك ويسعوا الى احتضانهم ماديا ومعنويا بحيث لا يشعروا بفقدان كافلهم ومعيلهم فان في ذلك مثوبة عظيمة".

اضف تعليق