بابل - جليل الغزي

تتكدس النفايات على ضفاف نهر الحلة بشكل جعل من النهر أشبه بمكب للنفايات، فمشهد المخلفات بات يشوه وجه النهر الذي يعد شريان المدينة النابض بالحياة. 

جملة من الملوثات تصب في نهر الحلة عند مدخلة شمالا وحتى خروجه من المدينة جنوبا، حتى انه يعد الأكثر تلوثا من بين المحافظات الاخرى بحسب دراسة أعدتها مديرية بيئة الفرات الأوسط.

حيث اكد مدير بيئة الفرات الأوسط كريم عسكر ان "نهر الحلة يعاني من التلوث بشكل كبير جدا بسبب كثر الملوثات من بينها مخلفات محطات الكهرباء في المسيب التي تصرف الى النهر بالاضافة الى المياه الثقيلة التي تصرف هي الأخرى الى النهر بسبب انعدام شبكات الصرف الصحي في بابل".

وأعرب عسكر عن استغرابه من رمي مخلفات العيادات الطبية في النهر خاصة وأنها تعد الأكثر تلوثا لاحتوائها على مواد كيمياوية سامة، فيما يجب ان يكون الأطباء والعاملين معهم من اكثر الناس حرصا على الواقع الصحي.

المئات من العيادات الطبية تقع على مقربة من النهر والى جانبها يقع مبنى مديرية بلدية الحلة المؤسسة المعنية بملف الخدمات والتنظيف.

وانتقد الناشط المدني حازم الصافي تغاضي الجهات المعنية عما يتعرض له النهر من إهمال واضح في عمليات التنظيف والكري بشكل مستمر.

واشار الصافي الى انه "من المعيب ان تستأجر الأماكن التي تقع على ضفاف النهر كمواقف للسيارات من قبل الحكومة المحلية في وقت يجب ان تستثمر كأماكن سياحية يمكن ان تساعد في خلق حالة من الجمال والسياحة في المدينة".

ويستذكر الشاعر موفق محمد واقع النهر في سبعينيات القرن الماضي بالم وحسرة ويقول "لقد كان النهر ملتقى الحليين في كل وقت نظرا لجماله ونظافة ضفافه بشكل دائم".

ويؤكد شاعر الحلة الكبير انه تاثر بنهر الحلة كثيرا في مسيرته الشعرية وكان عاملا مؤثرا في كتابة العديد من قصائده الشعرية التي كان النهر محورا فيها، ماجعله يتأثر كثيرا وهو يشاهد النهر على هذه الحالة.

ولايكاد شخصا من الحليين الا وله ذكرى او موقف مع نهر الحلة، لكن بعضهم تنصل لتلك الذكريات وصار جزءا من ملوثات النهر بعد ان استخدم ضفافه مكبا للنفايات بحجة عدم وجود عمال نظافة في المناطق القريبة منه.

حيث يرى الدكتور نورس محمد ان "المواطن يتحمل جزءا من المسؤولية في تدهور حالة النهر خاصة وان الكثير من المواطنين يعمدون على رمي النفايات على ضفاف النهر بحجة عدم وجود عمال للنظافة تدخل الى مناطقهم".

وهكذا يكون النهر قد تغيرت معالمه بفعل تكدس النفايات، وتآكلت ضفافه بفعل الإهمال، وما تنفذ من اعمال كريٍ وتنظيف خجولة الى حدٍ لم تبدو واضحة لمن يشاهد النهر. انتهى/خ. 

اضف تعليق