سيطر إرهابيو داعش على مدينة راوة غربي الانبار في عام 2014، مما أجبر السكان على الفرار حفاظًا على حياتهم وترك منازلهم وممتلكاتهم وأي مظهر من مظاهر الحياة الطبيعية.

وكانت راوة من آخر البلدات العراقية التي سيطر عليها تنظيم داعش عندما تم تحريرها من قبل الجيش العراقي في تشرين الثاني/ نوفمبر 2017.

وقبل تحرير القوات العراقية لراوة، زرع إرهابيو تنظيم داعش الوهابي عبوات ناسفة في المنازل والشوارع والأراضي الزراعية والبنية التحتية الحيوية، فيما منعت هذه المخاطر المتفجرة السكان النازحين من العودة إلى الناحية وإعادة بناء حياتهم والاقتصاد المحلي بأمان.

يوسف شريف، 44 سنة، وعائلته كانوا من أوائل العائلات التي عادت إلى حي الكلاح في راوة، وسرعان ما واجهوا الآثار المدمرة للعبوات الناسفة التي زرعها داعش بشكل مباشر.

في يونيو/ حزيران 2020، نُقل يوسف إلى المستشفى بعد أن فجر عبوة ناسفة عن طريق الخطأ أثناء مساعدة جاره في العناية بحديقته.

منذ وقوع الحادث خضع يوسف لسبع عمليات جراحية ولا يزال يواجه صعوبات في تحريك ساقه اليمنى ويستخدم الآن عكازين أثناء المشي.

تجربة يوسف ليست غريبة ففي عام 2018، كان شقيق يوسف الأصغر سلطان، المعروف بتحذير الآخرين من موقع العبوات الناسفة، يبلغ من العمر 19 عامًا فقط عندما قُتل بعبوة ناسفة في نفس الشارع.

وفي نيسان 2021، بدأت منظمة المساعدة الشعبية النرويجية (NPA) لإزالة الألغام، المهمة الخطيرة والمنهجية المتمثلة في إزالة عبوات داعش البدائية من حي الكلح في راوة لتسهيل العودة الآمنة للمجتمعات النازحة.

وقامت فرق إزالة الألغام الآن بتطهير إجمالي 53 منزلاً في راوة بما في ذلك 41 في حي الكلاح.

وأثناء البحث عن المباني شديدة الخطورة وتطهير أكثر من 90 طابقًا و 400 غرفة، عثر خبراء إزالة الألغام على 9 عبوات ناسفة وأزالوها بأمان، وأكثر من 1400 من مكونات العبوات الناسفة، وأكثر من 700 قطعة من الذخائر غير المنفجرة والذخائر المتفجرة المتروكة من المنازل و المناطق المحيطة.

وتم العثور على العديد من المتفجرات في منزل كان داعش يستخدمه كمنشأة لإنتاج العبوات الناسفة.

نتيجة لهذا المشروع الجاري في محافظة الأنبار، أصبحت عائلات راوة الآن قادرة على العودة بأمان إلى منازلهم والبدء في إعادة بناء حياتهم.

ويتوقع خبراء أن يعود إجمالي 534 شخصًا إلى منازلهم التي تم تطهيرها، بما في ذلك 143 امرأة و 114 فتاة و 141 فتى و 136 رجلاً.

واليوم، لا يزال المدنيون العراقيون يواجهون مخاطر الألغام الأرضية والذخائر غير المنفجرة والعبوات البدائية الصنع من الصراعات الجديدة والقديمة التي تستمر في قتل وتشويه المدنيين.

واستخدم داعش العبوات الناسفة المرتجلة المُنتجة بكميات كبيرة والمتطورة تقنيًا لتفخيخ المنازل والأماكن العامة والأراضي الزراعية لتثبيط عودة النازحين داخليًا، وقتل المدنيين الأبرياء بشكل عشوائي، وحرمان المجتمعات العائدة من الوصول إلى الخدمات الأساسية، كما تمنع هذه العبوات الناسفة إيصال المساعدات الإنسانية وتمنع الانتعاش الاقتصادي.

اضف تعليق