رغم التغيرات والظروف والتقلبات التي شهدها العراق في السنوات الأخيرة والتطور المتسارع في مختلف مجالات الحياة، يحافظ العراقيون على الكثير من الطقوس والعادات الرمضانية القديمة، ومع إطلالة الشهر الفضيل تعاد إلى المجالس والشوارع تلك العادات.

"لعبة المحيبس" تعود إلى المجالس البغدادية وفي بقية المحافظات، و "صينية رمضان" تتجول في من بيت إلى بيت في موروث يعود إلى عشرات السنين، فيما تبقى الأضواء متجهة صوب "المسحرجي"، الذي لم تتمكن الحداثة من أخذ مكانته في نفوس العراقيين.

طقوس وعادات رمضانية

الباحث في الشأن الاجتماعي فالح القريشي، يقول في تصريح، إن "أهالي العاصمة بغداد لايزالون حتى الآن يحافظون على الطقوس البغدادية خلال شهر رمضان المبارك.

وأضاف، أن" لأهل بغداد عادات وتقاليد معروفة خلال شهر رمضان، وهي موروثة منذ سنين طويلة جدا، والتي أبرزها (المسحرجي) و (لعبة المحيبس) بالإضافة إلى تزيين الشوارع وتبادل الزيارات ما بعد الإفطار وتبادل حتى الطعام ما بين الجيران، والتي يسميها البغداديين ب (صينية رمضان)، والكثير من العادات والتقاليد ".

على الرغم من التطور والتكنولوجيا وحتى تغيير بعض التقاليد من قبل العراقيين بسبب تغير الظروف، ألا أنهم مازالوا يحافظون على هذه التقاليد خاصة بقضية المسحرجي ولعبة المحيبس، وعلى وجه الخصوص في المناطق الشعبية التي تكتظ بالناس ما بعد الإفطار، وفق القريشي." المسحراتي "يعود من جديد

المسحرجي، شخصية فلكلورية مشهورة يطلق عليها في بعض الدول" المسحراتي "، كما يسمى في بعض مناطق العراق، ب" أبو طبل "، نسبة للآلة التي يحملها، وهي" الطبلة "التي يدق عليها وهو يتجول قبل الفجر في الشوارع ليذكر سكانها بتناول وجبة السحور قبل أن يرفع أذان الفجر.

وكان أهالي بغداد يعتمدون بشكل تام على" المسحرجي "في إيقاظهم ويعتبرونه من أساسيات شهر الصيام، لكن مع التطور وظهور الساعات الحديثة، ضعف دور هذه الشخصية، وكاد يختفي وخصوصا في سنوات الاضطراب الأمني.

وأما لعبة" المحيبس "التراثية، تنتشر بشكل لافت للنظر في شهر رمضان، وتستهوي العراقيين من لاعبين ومشجعين، وتمارس في الأحياء والمقاهي الشعبية منذ مئات السنين.

وتاريخ اللعبة غير معروف، لكن الخبراء يجمعون على أنها تعتمد على الفراسة بالدرجة الأولى.

فريقان في لعبة" المحيبس، يتوزعان بعدد متساو من اللاعبين، وقد يصل العدد إلى مائة شخص لكل فريق، ويتم إخفاء خاتم، ويبدأ فريق في رحلة طويلة للكشف عن الخاتم وانتزاعه من الفريق الآخر.

وخلال السنوات القليلة الماضية، عادت اللعبة وبقوة عبر تشكيل رابطة مختصة، وبرعاية قنوات فضائية، مع تأسيس فرق شعبية لها، وهو ما أعطاها حضورا أقوى...

ع.ع

اضف تعليق