يقول مسؤولون امريكيون إن الضربات الجوية الأخيرة في سوريا والعراق وجهت ضربة قاصمة لخصم خطير وهي ايران ويقولون إنهم عاقبوا فيلق القدس الإيراني والجماعات المتحالفة معها بسبب هجمات مميتة على القوات الأمريكية، وأرسلوا رسالة ردع قوية. لكن في العراق، أثارت الضربات ردود فعل مختلفة تماما، ووضعت الحكومة، الشريك الرئيسي للولايات المتحدة، في مأزق.
 لقد رأى الكثيرون الهجوم الأمريكي الأخير على استقلال العراق، وتهديدا للاستقرار الهش وازدراء متعمدا لواقع معقد
 في حين أن العديد من الفصائل في البلاد مدعومة من إيران المنافسة، إلا أنها متشابكة بعمق  على مستوى المجتمع والسياسة والحكومة.

من جانبه حذر وزير الخارجية فؤاد حسين اليوم "الأحد"من صراعات سيدخل فيها العراق نتيجة للهجمات الانتقامية من قبل الفصائل المدعومة من إيران والقوات الأمريكية، مبيناً أن هذه الرسالة قد وصلت إلى الفصائل المسلحة وطهران.

وأضاف حسين في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، ان "هذه الأيام التوتر بين إيران وأمريكا مرتفع للغاية".

وأوضح حسين "آمل أن يوقف الجانبان هجماتهما، ولا ينبغي لهما (إيران وأمريكا) أن يرغبوا في حل مشكلتهم على الأراضي العراقية. لقد دفعنا الكثير من الخسائر "مبينا إنه "ينبغي استئناف المفاوضات بشأن انسحاب 2500 جندي أمريكي متمركزين هنا كمستشارين منذ عام 2014، لمنع عودة ظهور تنظيم داعش".

وأضاف، ان "معظم العراقيين لا يريدون تواجد قوات أجنبية في بلادهم، أولئك الذين تمت دعوتهم (الأمريكيين) سنفعل ذلك من خلال المفاوضات وأولئك الذين لم تتم دعوتهم ونأمل أن يفعلوا ذلك من خلال المفاوضات".

وتابع حسين، ان "الفصائل تواجه الآن تحديات، وإذا تحدثت مع الكثير من الزعماء السياسيين الآن، فإنهم يتحدثون عن هذا الأمر، وفي السابق، لم يكن الكثير من الناس يجرؤون على الحديث عن ذلك، وهذا أيضًا جزء من واقع هذا البلد، فنحن نتحدث عن ذلك الآن، ويتجرأ الناس الآن ويتحدثون على الهواء (لقد طفح الكيل)"، لافتا الى ان "المسلحين تلقوا رسالة مفادها أنه إذا استمروا، فسوف يأخذون هذا البلد إلى حرب في حين أن هذه الحرب ليست حربنا"، مشددا على ان "هذه الرسالة وصلت أيضا في طهران".

و بشأن نفوذ إيران، قال : "أنا قلق بشأن حجم كل التدخلات التي تحيط بنا، ليس الإيرانيين فقط، ونحن نحاول التخلص من كل هذه التدخلات”، مضيفاً "القرار بشأن العراق يجب أن يتخذ في بغداد ويجب أن يتخذه العراقيون في بغداد".

اضف تعليق