على مشارف الذكرى الحادية والعشرين للحرب الأميركية– البريطانية التي استهدفت اسقاط نظام البعث الدكتاتوري، ما تزال التدخلات الإقليمية والدولية في العراق ترسم خارطة عدم الاستقرار لتشكل الزلزال الذي لا تزال ارتداداته مستمرة في خلخلة بلاد الرافدين والنظام الاقليمي العربي.

والآن بعد كل هذه السنوات العجاف وما تخللها من تناغمات وتجاذبات أميركية – إيرانية حتى 2010، وانسحاب عسكري أميركي في 2011، وعودة عسكرية لواشنطن في 2014 بالتزامن مع إعلان دولة الخلافة المزعومة إلى توتر بين الولايات المتحدة وإيران على الساحة العراقية خلال إدارة الرئيس دونالد ترامب ومنذ بدء الحرب على غزة، يتضح لنا بقاء العراق من المسارح الأساسية لتصفية الحسابات الإقليمية والدواية>

ومنذ منتصف أكتوبر/تشرين الأول، استهدف أكثر من 165 هجومًا صاروخيًا وغارة بطائرات دون طيار جنودًا أمريكيين، في قواعدهم في سوريا والعراق والأردن، وهو العنف الذي أججته الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.

وأعلنت "المقاومة الإسلامية في العراق" مسؤوليتها عن معظم هذه الهجمات.

في موازاة بعض الردود الاميركية على مواقع عسكرية داخل العراق، شهد العراق ضربات تركية (معتادة) ضد مواقع لحزب العمال الكردستاني وضربات لحرس الثورة الإيراني استهدفت معارضين لطهران أربيل، وكل ذلك يزيد من التحدي للدولة المركزية.

وأدى مصرع ثلاثة جنود اميركيين في الأردن بضربة عبر طائرة مسيرة، إلى قيام واشنطن بضربات انتقامية في الثالث من فبراير في سوريا والعراق، والقيام بعملية اغتيال لاحد المسؤولين المفترضين عن الهجمات في كتائب حزب الله في العراق وقد انتقد العراق الرسمي هذه الضربات الأمريكية، حيث اتهمت بغداد التحالف الدولي بقيادة واشنطن أنه أصبح "عاملا لعدم الاستقرار".

ومنذ تصاعد الضربات والضربات المضادة كررت حكومة السوداني طلبها التعجيل بانسحاب القوات الأمريكية، لكن واشنطن على لسان مسؤوليها تكرر ان هذا الأمر غير وارد في ظل الظروف الراهنة.

يبرهن كل ذلك على بقاء العراق كما كل الاقليم رهينة لصراع يتجاوز المسألة الفلسطينية نحو حسابات تتعلق بالنفوذ الاقليمي والمصالح الدولية.

خ. س

اضف تعليق