أمير الأسدي كربلاء

يصحو سعد النجار كل صباح ليتجه صوب محله الذي يقع في شارع النجارين الذي يعود بنائه لعشرات السنين متوسطا المدينة القديمة في محافظة كربلاء، والذي تنتشر على جانبيه عشرات المحال التي يمتهن أصحابها حرفة النجارة.

يعلق في أذهان مرتاديه أصوات الطرق وماكينات قطع الخشب وتقع الأنظار على محال تعرض أنواع مختلفة من الموبيليا ذات الزخارف الجميلة التي تحكي تاريخ هذه المهنة ومعاناتها على مر السنين.

- مهنة النجارة تعاني الاندثار واعتزال أغلب روادها

ويقول النجار، إن أصعب مرحلة مرت بها هذه المهنة وبدأت بالاندثار عند غزو المستورد للسوق المحلي كذلك بسبب ارتفاع أسعار الخشب، ناهيك عن اعتزال أغلب رواد هذه المهنة.

ويتحدث سعد عن أنواع الخشب المستعمل في حديث لوكالة النبأ، قائلا: إن الخشب من إنواع، الصاج، والزان والجاوي، والجام، المستورد من دول الصين وفلندا وماليزيا وروسيا وألمانيا.

- مهنة الآباء والأجداد يتوارثها الأولاد

ويقول ضياء النجار أحد النجارين الذي امتهن النجارة عن والده، إن مهنة النجارة تعتمد بشكل أساسي على اليد في بدايتها، وتطورت مع مرور السنين ليكون هنالك ماكينة خاصة بعمل النجارة، وأول من استورد ماكينة خاصة جودي النجار من بريطانيا، ومن ثم استورد أبو جعفر الكربلائي ماكينة آخر لتكون هاتين الآلتين الوحيدتين في كربلاء"ويضيف ضياء (مواليد 1961) في حديثه لوكالة النبأ، أن أعمال كثيرة تنجز هنا في السوق مثل، غرف النوم، والأبواب، والشبابيك، والربل، فضلا عن النقش اليهودي المستخدم في زخارف الأعمدة وأبواب الأضرحة والأماكن المقدسة والمنبر.

- مهنة النجارة تعود لثلاثينيات القرن الماضي.

يذكر المؤرخ والباحث في الآثار سعيد رشيد زميزم في حديث لوكالة النبأ، أن تاريخ هذه المهنة يعود لثلاثينيات القرن الماضي في العهد الملكي، ويمارسها عدد من النجارين الماهرين الذين لا يفوق عددهم الأصابع أمثال، (اسطة حسن طبلة) و (خليل لالو).

وحول موقع الشارع وأعمال توسعته يضيف زميزم، أن شارع النجارين كان يمتد من ساحة الميدان سابقا (مجمع الكوثر حاليا) إلى جامع الترك والذي كان عبارة عن زقاق وجرى توسعه وتغير أبأن الخمسينيات ".

تعيق مهنة النجارة مشاكل كثيرة من بينها أزمة الكهرباء الأزلية التي أثرت سلبًا على استمرارية العمل، في وقت تعجز المولدات الاهلية عن تشغيل مكائن النجارة التي تحتاج الكهرباء قوية جداً، بالإضافة الى غياب الدعم الحكومي للقطاع الصناعي وكثرة المستورد.

 

اضف تعليق