أمير الأسدي/ كربلاء

مع حلول فصل الشتاء، يزدهر في أسواق مدينة كربلاء المقدسة، بيع الملابس رخيصة الثمن تعرف محليا بملابس "البالة"، ويزيد الإقبال على المحال التجارية وعربات بيع تلك الملابس في الشوارع لشراء بضائعها.

بيع ملابس البالة يشهد رواجًا كبيرًا مع حلول موسم البرد ليس في كربلاء وحدها بل في أغلب مدن ومحافظات العراق، ويدفع رخص أسعارها عددًا كبيرًا من ذوي الدخل المحدود لشراء ما يعرض هناك.

رواج بيع الملابس المستعملة

المحال التجارية تشهد إقبالًا واسًعا هذه الأيام، ويقبل عدد كبير من المواطنين على تلك المحال لاقتناء الملابس المستعملة، بحسب قول أنور كريم أحد رواد تلك المحال.

ويضيف كريم في حديث لوكالة النبأ، أن سبب اقتنائه الملابس المستعملة لجودتها وأسعارها المناسبة للجميع ومن مناشئ أوربية تضاهي التركية والصينية، ولا يكتفي بشراء الملابس المستعملة من كربلاء بل يتوجه أيضا إلى العاصمة بغداد لاقتناء ملابس جديدة تباع في معارض البالة.

ويشير كريم إلى أن بعض أنواع الملابس المستعلمة أسعارها غالية بسبب مناشئها العالمية مثل شركات "نايك، وأديداس" وعمرها الطويل وجودتها عالية.

من جانبه قال زيدون الخفاجي من ذوي الدخل المحدود لمراسل النبأ "إن وضعه المادي البسيط يجبره على التبضع من محال الملابس المستعملة، وهي تغنيه عن اقتناء الملابس الجديدة ذات الأسعار العالية".

ويضيف الخفاجي، أن لديه أولادًا في المدرسة، يقوم بشراء ملابس مدرسية لهم من محال بيع الملابس المستعملة، مؤكدا أن ارتفاع أسعار الدولار أثر بشكل كبير على السوق المحلية.

البالة تستورد بالأطنان

صاحب محل بيع الملابس المستعملة أسامة الجنابي قال لوكالة النبأ إن أسعار الملابس المستعملة تعتمد بالدرجة الأولى على الدولار، ولا يجري شراءها بالدرزن أو قطع محددة، وإنما بالأطنان.

وحول جودة الملابس واستيرادها، يضيف الجنابي أن جودة المادة لها تأثير مباشر على الأسعار، وباستيراد الملابس يفضل اعتماد التاجر على نفسه والفحص بالعين بدل الهواتف أو الإنترنيت خصوصا أنها غير قابلة للاسترجاع ومن مصادر مختلفة.

وأشار الجناني إلى أن إقبال المواطنين على شراء الملابس المستعملة يزداد مع حلول موسم الشتاء، ويتم استيراد الملابس المستعملة بمختلفة الأحجام للأطفال والرجال والنساء وحتى المستخدمة للعمل مثل بدلات عمال النظافة وعمال المصانع وغيرها لزيادة الطلب عليها.

ازدهار بيع الملابس المستعملة بسبب الظروف المعيشية

من جانب آخر يرى المهتم بالشأن الاقتصادي أحمد الجبوري، أن انتشار محال بيع الملابس المستعملة ظاهرة ليست وليدة اليوم وإنما تعود لزمن بعيد وباتت شائعة وأصبح لها تجار متخصصون باستيرادها من خارج العراق.

وأضاف الجبوري في حديث لوكالة النبأ، أن انتشار ظاهرة بيع الملابس المستعلمة تعود الى عهد النظام البائد ابان الحصار الاقتصادي، وإزدهرت جراء الظروف المعاشية المتردية لفئات عدة من المجتمع وارتفاع أسعار الملابس غير المستعملة في المحال التجارية بسبب عدم وجود رقابة حكومية.

ولفت الجبوري إلى أن "شراء الملابس المستعملة لا يقتصر على الطبقات الفقيرة بل هناك أسر ميسورة الحال تقتني تلك الملابس كونها تحمل ماركات عالمية معروفة، مؤكدة أن اسعار هذه الملابس تختلف حسب نوعيتها ومنشئها ونظافتها، ولها تجار متخصصون في دول الخليج خاصة الامارات وتركيا والأردن.

 

اضف تعليق