بعد أن ضربه الخراب والاهمال وسادت فيه الفوضى لنحو عشرين عام شهد منفذ زرباطية في محافظة واسط حملة تأهيل وإعمار كبيرة تبنتها الحكومة المحلية استعداداً للزيارة الاربعينية؛ وأنفقت حكومة المحافظة نحو أربعة مليارات و500 مليون دينار على تلك الحملة التي قادها وأشرف عليها ميدانياً محافظ واسط محمد جميل المياحي بمعية الجهد الخدمي، وتضمنت حملة التطوير والتأهيل ستة محاور أساسية تتعلق بتطوير جميع الخدمات الأساسية بضمنها شراء 70 كابينة حديثة ومتطورة لتأشيرات الوافدين والمغادرين وتنظيم ممرات الدخول من خلال وضع محجرات واسيجة وانشاء قاعات نموذجية وتحديث الإنارة وإحكام البوابات والأسيجة الفاصلة عن المنفذ الإيراني إضافة الى رفد المنفذ بالعناصر الفنية العاملة على الحواسيب وزيادة الأعداد مع تعزيز الجانب الامني.

ويعد منفذ زرباطية في محافظة واسط أحد أهم المنافذ مع جمهورية إيران وتتم من خلاله عملية التبادل التجاري بين البلدين، إضافة إلى دخول وخروج الزوار من كلا البلدين، وشهد في السنوات الأخيرة عمليات تطوير وتأهيل متكررة بهدف استيعاب الزائرين وحركة التبادل التجاري إلاّ أنه ظل بحاجة كبيرة الى عمليات تأهيل وتطوير تتوافق مع الحركة التي يشهدها يومياً لكن الحملة الاخيرة غيرت واقع المنفذ كثيراً من الاهمال الى الكمال.

وقال محافظ واسط محمد جميل المياحي "لقد بدأنا مبكراً بتنفيذ حملة عمل واسعة وكبيرة لتطوير وتأهيل منفذ زرباطية ليظهر بشكل لائق وجميل ينسجم مع أهميته الكبيرة للعراق ولمحافظة واسط ويكون في الواقع بوابة حضارية من بوابات العراق المطلة على دول الجوار".

وأضاف أن "حملة التطوير التي شارفت على الانتهاء تضمنت ستة محاور أساسية أهمها تطوير قاعات دخول وخروج الوافدين والمغادرين على مساحة 16 ألف متر مربع متكاملة الخدمات مع إنشاء قاعات اخرى بضمنها أربعة لأجهزة السونار الخاص بتفتيش الحقائب تحتوي كلها على جميع الخدمات المطلوبة لراحة المسافرين والعاملين، إضافة الى إنشاء قاعات لاستراحة العاملين في المنفذ والاجهزة الساندة فيه مع قاعتين تستخدمان لاغراض المغادرة والدخول في الأيام الاعتيادية".

وأوضح أن "الاجراءات الاخرى التي تم تنفيذها ضمن الحملة المذكورة هي تطوير المرآب الخارجي الخاص بنقل المسافرين وتنظيم حركة السير فيه التي تعاني من اختلالات وسلبيات كثيرة مع تطوير وتأهيل المدخل من خلال إكساء الشارع الرابط بين البوابة الخارجية الى قاعة الجوازات وتسقيف الرصيف لراحة الزوار عند السير فيه إضافة الى اكساء جميع الارضيات الداخلية بالكاشي والارصفة بالمقرنص".

وذكر أن "إدارة المحافظة شكلت لجنة لتنفيذ تلك الاعمال والفعاليات التي تشتمل أيضا على الاهتمام بنظافة المنفذ من خلال توفير جهد خاص بالتنظيف يستمر بعمله على مدى 24 ساعة ولحين انتهاء الزيارة الاربعينية وتوفير مجاميع صحية جديدة ومحطات لمياه الشرب إضافة الى تطوير شبكة الكهرباء والطرق ومحاور الحركة الخاصة بالمسافرين أو الآليات واستنفار الجهد الخدمي في المحافظة للتواجد في المنفذ لتقديم جميع أشكال الدعم بما في ذلك النظافة".

كاشفاً عن أن "المنفذ السابق لايليق بأن يكون وجهة مميزة للعراق إذ كان يعاني مزيداً من الاهمال والفوضى رغم الايرادات المالية التي يحققها للدولة نتيجة عملية التبادل التجاري بين العراق وايران".

وكشف محافظ واسط عن أن "الحكومة المحلية في واسط لديها تنسيق عالي المستوى مع الجانب الإيراني وهناك لقاءات واجتماعات مستمرة لتنظيم آلية العمل خاصة في موضوع تفويج الزوار الذين نتوقع أن يصل عددهم الى ثلاثة ملايين زائر من الحاصلين على تأشيرات دخول مسبقة".

مشيراً الى "تشكيل غرفة عمليات مشتركة بين الجانبين العراقي والايراني في المنطقة الحدودية الفاصلة بين منفذ زرباطية ومهران وإنشاء ثلاث قاعات للاجتماعات وإدارة العمليات في تلك المنطقة".

من جانبه ذكر معاون محافظ واسط لشؤون البلديات والطرق سعدون كريم المنيهلاوي أن "حملة التطوير جرت تحت اشراف الحكومة المحلية وكان هناك جهد مميز للدوائر الخدمية في المحافظة بهذا الانجاز الذي غير كثيرا في واقع المنفذ وإنهاء المشاكل السابقة التي يعاني منها المسافر على مختلف المستويات خاصة الخدمية".

وأضاف أن "الحملة كانت بدعم ومساهمة من الحكومة المحلية في واسط وضمن الإمكانيات المتوفرة لديها بهدف استيعاب أكبر عدد ممكن من الزوار وتحقيق أعلى قدر من الانسيابية في عملية الدخول دون تكرار المشاكل التي كانت تحصل".

وذكر كريم أن "حملة التأهيل شملت أيضا تحديث الإنارة والمسقفات وإكساء جميع المداخل والمخارج والساحات الموجودة في المنفذ مع البوابات والحواجز الخارجية والأسيجة الفاصلة عن المنفذ الإيراني إضافة الى نصب مجموعات صحية جديدة وإنشاء ساحات كبيرة لوقوف المركبات التي تقل الزوار من المنفذ نحو مدينة الكوت ومنها الى مدينة كربلاء المقدسة".

وأوضح أن "جميع تلك الأعمال تمت بجهود الحكومة المحلية ومن خلال إشراك الدوائر البلدية والطرق والجهد الهندسي في ديوان المحافظة وهذه الحملة في الواقع غيرت واجهة المنفذ كثيراً وأظهرته بصورة أفضل مما كان عليه في السابق".

وأشار الى أن "المنفذ بدأ يستقبل الزوار وبانسيابية عالية مع توفر خدمات نوعية واضحة للعيان".

يذكر أن منفذ زرباطية في واسط أفتتح أول مرة بعد أحداث نيسان 2003 لاستقبال الزوار وتنشيط عملية التبادل التجاري بين البلدين الجارين، ومر المنفذ في السنوات الأخيرة بمراحل تطوير وتأهيل وتوسيع لكنه مع كل ذلك لم يظهر بالمستوى المطلوب وظلت الانتقادات تتوالى عليه طوال تلك السنوات.

المصدر: وكالات

اضف تعليق