تشهد محافظة ديالى بين يوم وآخر خروقات أمنية يسقط على إثرها ضحايا، كانت آخر هذه العمليات الثلاثاء الماضي عندما هاجم ارهابيو تنظيم داعش الوهابي الارهابي إحدى القرى في قضاء المقدادية موقعا 11 شهيدا وعشرات الجرحى.

وأثار الحادث الأخير العديد من التساؤلات عن وجود تنظيم داعش في محافظة ديالى رغم أن المحافظة لم تكن معقلا للتنظيم عندما كان يسيطر على مساحات من العراق ما بين عامي 2014 و2017.

ويعزو مثنى التميمي -محافظ ديالى- الخروقات الأمنية لوجود ارهابيي تنظيم داعش في عدة مناطق، خاصة في مناطق بهرز وجبال حمرين وأبو سعدة وجلولاء، وأن التنظيم يسعى لإثارة الفتنة الطائفية بين سكان محافظة ديالى.

وعن أسباب الخروقات الأمنية في ظل تنفيذ قطعات الجيش العراقي والشرطة والحشد الشعبي عشرات العمليات العسكرية، قال التميمي أن العمليات العسكرية في مناطق ديالى لم تتوقف، إلا أنها غالبا ما تكون محدودة الفعالية والتأثير بسبب ضعف المعلومات الاستخباراتية وافتقار القطعات الأمنية للوازم اللوجستية كالمناظير الليلية والكاميرات الحرارية.

وأشار إلى أن على الوزارات الاتحادية العمل على مساعدة الأجهزة الأمنية فنيا ودعمها بالمعلومات الاستخباراتية، منوها إلى أن العملية الأخيرة في المقدادية نفذت من قبل 8 ارهابيين فقط، وأن القوات العراقية بحاجة لدعم استخباراتي وطيران الجيش للتعامل مع مثل هذه الأهداف المتحركة، وفق التميمي.

وعن السلم الأهلي في ديالى ومدى صحة المعلومات عن وقوع أعمال انتقامية تجاه القرى المجاورة لموقع الحادث، أكد التميمي أن القطعات الأمنية انتشرت في المنطقة، إلا أن تقصيرا أمنيا حدث، وهو ما تسبب ببعض الفوضى والاعتداءات تجاه القرى المجاورة، لافتا إلى أنه وبعد 72 ساعة على الحادثة، فرضت القوات الأمنية سيطرتها على المنطقة بشكل كامل.

وعن أسباب الخروقات الأمنية، يؤكد الخبير الأمني والإستراتيجي فاضل أبو رغيف الأسباب التي أوردها محافظ ديالى، ويضيف أن انفتاح ديالى على السهول وجبال حمرين وحوض العظيم جعلها عرضة لخروقات من قبل ارهابيي تنظيم داعش، فضلا عن ضعف الجهد الاستخباراتي وما وصفه بـ"وهن الجهد التعبوي الميداني" للجيش والتغيير المستمر للقيادات العسكرية في المحافظة.

وعن عشرات العمليات العسكرية للجيش والحشد التي نفذت في السابق، أوضح أبو رغيف أنها لم تؤد الهدف المطلوب، حيث إنها كانت جزئية فقط، بمعنى أنْ تنفذ القطعات العسكرية عملية عسكرية في منطقة معينة وتترك أخرى قريبة لها، ما يؤدي إلى عودة نشاط التنظيم في المنطقة بعد انتهاء العمليات العسكرية.

ويقول الخبير الاستراتيجي أحمد الشريفي أن التركيبة السكانية لديالى وموقعها الجغرافي يسهمان في استثمار الأطراف المسلحة للوضع من أجل إذكاء التوترات الطائفية، لا سيما أن هناك مناطق زراعية واسعة ووعرة.

ووصف الشريفي الإجراءات الأمنية في ديالى بـ"الاستعراضية" من أجل إثبات وجودها، دون أن تكون هذه الإجراءات ناجعة، لا سيما أن حرب العصابات ضد تنظيم داعش تتطلب حربا غير تقليدية، لافتا إلى غياب مستلزمات إدارة المعارك الحديثة في حرب القوات العراقية ضد مقاتلي التنظيم.

المصدر : الجزيرة

اضف تعليق