ازدانت مدينة البصرة بأبهى صورة استعداداً لبطولة الخليج العربي بنسختها ألـ(25) المقرر إقامتها في محافظة البصرة الشهر المقبل،وترتفع وتيرة الإعداد لهذا العرس الرياضي الخليجي يوم بعد آخر إذ وصلت التحضيرات إلى مراحل متقدمة.

ويجري العمل الآن على إنهاء اللمسات الأخيرة لافتتاح ملعب الميناء الذي سيضيف مباريات بطولة خليجي 25 بسعة 30 ألف متفرج، بالإضافة لملعب البصرة الدولي بسعة 65 ألف متفرج الذي تم الانتهاء من تجهيزه للبطولة، وكلاهما في محافظة البصرة.

وتتواصل الجهود لإظهار المدينة بأفضل وجه، إذ يواصل ُمسؤولون من الحكومتين المحلية والاتحادية القيام بجولات ميدانية مستمرة في مرافق متنوعة أُدخلت ضمن خطة دعم البطولة، للتأكد من مطابقتها للمواصفات القياسية.

ومن المؤمل أن تبدأ الوفود العربية بالتوافد على مدينة البصرة العراقية خلال الشهر المقبل، إذ من المُقرر إقامة البطولة خلال الفترة من السادس ولغاية التاسع عشر من شهر كانون الثاني المقبل، بعد سنوات طويلة لم يعانق خلالها المستطيل الأخضر العراقي كرة أشقائه الذين يتشاركون معه خليجا عربيا واحدا، وتوقع الاتحادان القطري والإماراتي لكرة القدم، نجاح العراق بإقامة بطولة خليجي 25 مشيرين إلى أنها ستكون مثالية من ناحية التنظيم ومستويات الفرق والحضور الجماهيري.

البصرة..نافذة العراق على الخليج

تقع البصرة أقصى جنوب العراق،وهي مدينة قديمة بنيت عام 636 ميلاديا على يد عتبة بن غزوان المازني وهي أول مدينة إسلامية بنيت خارج الجزيرة العربية زمن الفتوحات الإسلامية، وعرفت البصرة كثير من الكتاب والأدباء والعلماء والشعراء والمثقفين، أبرزهم الشاعر بدر شاكر ألسيَاب و الحسن البصري والخليل بن احمد الفراهيدي والجاحظ وغيرهم، وتضم المدينة التي تغفو على ساحل الخليج العربي بنافذة بحرية تتجاوز الـ 50 كم، كثير من الحقول ومصافي النفط والموانئ، وهي تمثل رئة العراق الاقتصادية في ظل نظام اقتصادي ريعي يعتمد على النفط على نحو كبير.

العراق يحمل مشعل البطولة مرة أخرى

أعلن اتحاد كأس الخليج العربي لكرة القدم في نوفمبر 2019 عن استضافة مدينة البصرة العراقية للبطولة، وذلك بعد عدم ترشيح أي دولة خليجية لملفها في مواجهة العراق، ليفوز ملف البصرة بحقوق الاستضافة رسمياً وبإجماع الأعضاء، وكان مقررا أن يستضيف العراق بطولة "خليجي 23"، لكنها سحبت منه بسبب الحظر الذي فرضه الاتحاد الدولي لكرة القدم على الكرة العراقية آنذاك، وبعد رفع الحظر أصبح العراق جاهزًا لاستضافة البطولة. وكانت النسخة الـ24 من البطولة قد أقيمت في قطر عام 2019، وتوج منتخب البحرين بلقبها على حساب نظيره السعودي، إثر فوزه عليه بهدف وحيد، في المباراة النهائية.

وهذه هي المرة الثانية التي يستضيف فيها العراق البطولة الخليجية، إذ كانت المرة الأولى عام 1979، عندما استضافت العاصمة بغداد النسخة الخامسة وتوج منتخب "أسود الرافدين" بلقبها آنذاك،وحصل العراق على بطولة كأس الخليج ثلاث مرات، عام 1979 و1984 و1988، كما حلّ العراق في مركز وصيف البطولة مرتين، إذ خسر المنتخب العراقي في نهائي بطولة كأس الخليج مرة أمام منتخب الكويت سنة 1976، ومرة أمام منتخب البحرين في سنة 2013، ويحتل المنتخب العراقي المركز الثاني إلى جانب منتخبين آخرين في قائمة المنتخبات الأكثر تحقيقًا لبطولة كأس الخليج.

كانت فكرة إقامة هذه البطولة سعودية، وصاحبها هو الأمير خالد الفيصل الذي طرح الفكرة في أواخر الستينيات قبل أن يعرضها وفد بحريني برئاسة رئيس الاتحاد البحريني في ذلك الوقت الشيخ محمد بن خليفة على الإنجليزي سير ستانلي راوس خلال دورة الألعاب الأولمبية في مكسيكو سيتي عام 1968،وأقيمت النسخة الأولى من البطولة في البحرين عام 1970، بمشاركة أربعة منتخبات هي(البحرين – قطر – الكويت – السعودية) وفاز بلقبها الأول منتخب الكويت .

 

اضف تعليق