ناقش ملتقى النبأ للحوار في محافظة كربلاء المقدسة في ندوة حوارية "الدور الإنساني والاقتصادي للعتبة الحسينية المقدسة"، بحضور نائب الأمين العام للعتبة الدكتور علاء ضياء الدين ونخبة من المهتمين والاكاديميين والصحفيين، فيما جرى النقاش حول انعكاسات هذه المشاريع على المجتمع وما تحققه من عوائد تنموية.

وفي مستهل الندوة قدم رئيس الملتقى علي الطالقاني توصيفا عن التنمية في العراق وكربلاء تحديدا، بالقول ان استدامة العلاقات مع مراكز الدراسات والابحاث والمنظمات ووسائل الاعلام امر يدعم قطاع التنمية بشكل عام خصوصا عندما تؤمن نخبة مهتمة وعلمية بهذا العمل.

وعن التنمية والسلم الأهلي قال الطالقاني، ان هناك علاقة عضوية بين مكونات الوطن الواحد والمحافظة الواحدة، ومشاكل السلم الأهلي المتعلق بالتنمية مرتفعة في مكانات محددة ربما هي ليست من ضمن مسؤولية مباشرة وهذا يدفع نحو ان تأخذ الدوائر المختصة بتوظيف التنمية لصالح متطلبات وعناصر ذلك السلم، ومن خلال هذه الجلسة المباركة من المؤكد هناك جهد تنموي سيتضح ويناقش ليتطور ويتم تسويقه، فأي تنمية لا تعتمد على قدراتها الذاتية والشراكات تمثل مشكلة كبيرة في بلادنا.

وبما يتعلق بالتطوير الداخلي لبيئة العمل قال الطالقاني: هناك تسلسل منطقي للتطوير يحدد مسارات البداية والنهاية لأي عمل، ولا يخفى ان موضوع التطوير معقد للغاية، وهناك قوى مؤثرة لكن المهم يجب التحقق من عمليات ومشاريع التطوير ولذلك نسعى في الملتقى منذ اعوام إلى وضع أسس و مقومات محتوى تقدم علمي مبني وفق قواعد علمية.

ضياء الدين من جهته شرح تفاصيل المشاريع التي تبنتها العتبة الحسينية المقدسة في كربلاء المقدسة وبقية المحافظات، وأهميتها مؤكدا ان المتولي الشرعي الشيخ عبد المهدي الكربلائي أولى أهمية لمشاريع الصحة والتربية والتعليم، لافتا الى أن هذه المشاريع تلقى تمويلا كبيرا من العتبة المقدسة لاستمرار عملها على عكس ما يشاع بأنها ربحية حيث تقدم خدمات مجانية للعوائل الفقيرة وأبناء الشهداء وغيرها من الشرائح فضلا عن التمويل المباشر للعلاج والدراسة للمحتاجين.

وقال ضياء الدين ان الهدف من هذه المشاريع هو بناء الانسان والتنمية حيث تسهم بتقديم الدعم الاقتصادي والتدريب والتطوير لآلاف المنتسبين والزوار، اذ تقام عشرات الدورات التنموية والتثقيفية التي تستهدف بناء الانسان وفق الخط الإسلامي الصحيح ناهلين من نور سيد الشهداء (عليه السلام) منهجا قويما، وهذه المشاريع أدت أدوار إنسانية للمجتمع العراقي دون تمييز مثل المستشفيات ومدن الزائرين في أيام جائحة كورونا مثالا.

وحول المشاريع غير المنظورة للعتبة الحسينية، قال ضياء الدين انها هناك العشرات منها تقدم خدمات مجانية للمواطنين ان كانت داخل العتبة المقدسة او بين الحرمين الشريفين وحتى خارج كربلاء، وكذلك مشاريع عملاقة مثل صحن العقيلة (عليها السلام) الذي يعد منشئا عملاقا صمم وفق طراز معماري إسلامي ويضم عشرات المرافق الخدمية، وسيكون انتقالة نوعية في الزيارات المليونية لما فيه من تصاميم تم وضعها للمساعدة في تخفيف الكثافة داخل الصحن الشريف وخارجه وتسهيل دخول الزائر للزيارة.

وبشأن ماهية العمل أشار ضياء الدين ان مشاريع العتبة الحسينية المقدسة خدمية وهي إنسانية قبل أي تخطيط آخر وليس بيد العتبة سلطان في أن تقدم ما يحلم به المواطن لكنها تقدم ما تستطيع تقديمه من خدمات، لافتا الى ان جميع المشاريع والاعمال خاضعة لديوان الرقابة المالية والإجراءات القانونية المتعارف عليها، بالإضافة الى الرقابة الداخلية والتدقيق.

وحول المشاريع التعليمية والتربوية أكد نائب الأمين العام، أن مدارس العتبة الحسينية المقدسة تقدم برنامجا تربويا محكما انعكس على نوعية الطالب المتخرج وفي الجامعات لدينا جامعتان مشيدتان حسب تصاميم معمارية راقية بشهادة الكثيرين ممن زاروهما وهما يقدمان الدعم لمئات الطلبة سنويا مجانا كذلك استقدام الخريجين الى مؤسسات العتبة المقدسة.

بدوره قال مدير الملتقى الدكتور علاء السيلاوي دأب ملتقى النبأ للحوار على عقد الندوات الحوارية العلمية والثقافية وفي هذا اليوم استضاف نائب الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة لتسليط الضوء على أبرز الأنشطة الاجتماعية والاقتصادية ودورها في بناء المجتمع ودعم الاقتصاد العراقي.

تضمنت الندوة مجموعة من الحوارات والملاحظات التي تهدف الى ترصين عمل العتبة المقدسة وإبراز دورها الاجتماعي وستصدر مجموعة من التوصيات التي من شأنها ترسيخ مبدا الشفافية في العمل المؤسسي والذي يحتاج الى ترويج كونه موجودا أصلا في عمل العتبة وفق ما أضاف السلاوي في حديثه.

اضف تعليق