كشف مسؤولون أمريكيون كبار، اليوم الاربعاء، تفاصيل الخطة العسكرية التي استهدفت زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري بصاروخ امريكي متطور أُطلق من طائرة مسيّرة.

وقالت صحيفة واشنطن بوست الامريكية، إن "الظواهري زعيم التنظيم البالغ من العمر71 عامًا، صعد الأحد الماضي، كعادته كل صباح إلى شرفة الطابق الثالث من منزله الذي يقع في الجزء الآمن بأحد أحياء العاصمة الأفغانية كابل، خلف بنك كبير ووسط العديد من المجمعات الحكومية.

وأضافت، أن "الظواهري كان يظهر عادة في الصباح على شرفة بيته، حوالي الساعة 6:15 بعد الفجر بقليل، على بعد مسافة قصيرة من المقر السابق للجيش الأمريكي والسفارة الأمريكية في وسط العاصمة كابل".

وقالت الصحيفة، انه "في بعض الأحيان كان الظواهري يقرأ، وغالبًا ما يكون وحيدًا في الشرفة، لكنه لم يكن يعلم أن كل المشاهد والتحركات كانت تحت أنظار ومراقبة وكالة الاستخبارات المركزية".

وتابعت، أن "عناصر المخابرات الأمريكية كانت تقوم بمراقبة المنزل بصورة دقيقة لمعرفة تحركات السكان جيئة وذهابًا. مضيفة أن زوجة الظواهري وابنته وأطفالها كانوا يحتاطون كثيرًا كلما غامروا بالخروج من المنزل خشية انكشاف سر والدهم.

لكن عملاء الوكالة أولوا اهتمامًا خاصًا للرجل الذي لم يغادر المنزل أبدًا، على حد قولهم.

مطاردة طويلة

وكشفت الصحيفة، أن "الظواهري الذي يعد بنظر الإدارة الأمريكية المخطط المشارك في هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، خضع لعملية تتبع دقيق امتدت لأكثر من عقدين من الزمن، موضحة أن عناصر الاستخبارات الأمريكية سبق لهم أن تعقبوا الظواهري قبل بضعة أشهر إلى منزل آمن في حي “شيربور” في كابل، حيث يمتلك كبار المسؤولين الأفغان المنازل الراقية".

وقال مسؤولون أمريكيون للصحيفة، إن "أعضاء شبكة حقاني، الذين دأبوا على تسيير دوريات عسكرية وأمنية في المنطقة، يعرفون بالضبط من هو جارهم الجديد".

وقالت الصحيفة، إنه "تم إطلاع الرئيس جو بايدن هذا الصيف بالموقع المحتمل للظواهري، وأنه أمر مستشاريه باتخاذ جميع الإجراءات الممكنة لضمان القيام بعملية عسكرية خاصة ونوعية لتصفيته شخصيًا دون إصابة أي من أسرته أو مرافقيه.

وأوضحت واشنطن بوست، أن "هذه الروايات بشأن مطاردة الظواهري استخلصتها من مقابلات مع العديد من المسؤولين الأمريكيين، تحدث معظمهم بشرط عدم الكشف عن هويتهم.

وقالت الصحيفة، إن "التصفية الجسدية التي تم تنفيذها بطريقة غاية في الدقة، تمثل انتصارًا سياسيًا واستراتيجيًا مهمًا لجو بايدن، مبينة ان "بايدن عقد اجتماعًا في غرفة العمليات مع المستشارين الرئيسيين وأعضاء مجلس الأمن القومي لمناقشة المعلومات الاستخباراتية وخطة تنفيذ عملية القتل".

وأضافت، أن "بايدن فحص نموذجًا مصغرًا لمنزل الظواهري الآمن، وطرح أسئلة حول خطة التنفيذ، كما سأل إن كان المسؤولون متأكدين من أنهم حددوا هوية الظواهري بشكل دقيق".

وتابعت الصحيفة، أنه في "25 تموز، عقد بايدن جلسة إحاطة أخيرة، ضغط فيها للحصول على تفاصيل حول الأضرار التي يمكن أن تسببها هذه الغارة على المنزل الآمن ومحيطه. مشددة على أنه أراد أن يفهم بشكل أفضل تصميم الغرف خلف الباب والنوافذ في الطابق الثالث حيث توجد الشرفة.

نهاية الظواهري".

وفي 31 تموز صعد الظواهري إلى الشرفة بمفرده في الساعة 6:18 صباحًا، وبعدها بقليل أطلقت طائرة بدون طيار تابعة لوكالة المخابرات المركزية صاروخين من طراز (هيل فاير) نحو الشرفة، لتضع بذلك نهاية لمسيرة زعيم تنظيم القاعدة.

وخلصت الصحيفة إلى، أنه "من غير المعروف ما إذا كان الظواهري قد تفطن لاقتراب الصاروخ منه وقام بردة فعل لتلافيه، لكن المؤكد بنظرهم هو أن لحظة إطلاق الصاروخ ووصوله للهدف تكون في ثوان قليلة لا تسمح للهدف باتخاذ أي ردة فعل مهما كان نوعها".

اضف تعليق