وضعت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن خطة لجذب العلماء والمهندسين الروس ضمن حملة لإضعاف البحث العلمي والتقني في روسيا، اذ تسعى واشنطن لتجديد تأشيراتهم عند انتهاء فترة عملهم، وبهذا لن يضطرّ علماء الفيزياء الروس العاملون في منشآة "سيرن" المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية والفيزيائية الواقعة عند حدود سويسرا وفرنسا الى مغادرتها.

ويجري تمويل هذه الخطة من ميزانية المليارات الـ33 التي أقرتها واشنطن لأوكرانيا.

وبعد حظر تصدير المعدات التقنية أو المعرفة إلى روسيا، طالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بـ"إضعاف" القدرة العسكرية الروسية، عبر استقطاب العلماء الروس، ولكن لم يتمّ ذكر الخطة الجديدة في بيانات البيت الأبيض الدورية، نظراً إلى طبيعتها الحساسة.

ويتضمن التشريع الأميركي بنوداً تسمح لأي مواطن روسي حائز على درجة الماجستير أو الدكتوراه في مجالات علمية محددة بالهجرة إلى الولايات المتحدة من دون الحاجة إلى التقيد بشروط الهجرة المعتادة.

وفي حين يواجه قانون الهجرة التقليدية خلافاً بين الجمهوريين والديمقراطيين في الكونغرس، فإن القانون الخاص بالعلماء الروس يحظى بدعم الحزبين، باعتباره جزءاً من المجهود الحربي.

وتشمل التخصصات التي يسعى الأميركيون لاستقطاب خبراء وباحثين فيها، صناعة أشباه الموصلات الإلكترونية والحوسبة المتقدمة والهندسة النووية والذكاء الصناعي ودفع الصواريخ وتكنولوجيا الفضاء والأمن السيبراني.

ويتعين على الوكالات الأمنية الأميركية إجراء فحص أمني شامل عن خلفية أي عالم روسي يجري استقطابه.

وليس واضحاً عدد العلماء الروس الذين تستهدفهم الخطة الأميركية، ولكن التقارير الأميركية تزعم أن آلاف العلماء الروس يبحثون عن الهجرة نتيجة العقوبات على بلادهم.

ومن اللافت أنّ البيت الأبيض لم يأمر أياً من جامعاته أو منظماته العلمية بقطع علاقاتها مع الروس، كما فعل الأوروبيون.

وفي وقت اختارت بعض المنظمات الأميركية، كمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنهاء شراكتها مع مركز التكنولوجيا الروسي، فإنّ منظمات علمية وتقنية أميركية تستعد لاستقبال العلماء الروس الذين قد يهاجرون إلى الولايات المتحدة بموجب الخطة الأميركية.

وفي حين لجأت حكومات السويد وألمانيا وفرنسا والدنمارك إلى قطع جميع علاقات جامعاتها ومنظماتها البحثية مع نظيراتها الروسية، فإنّ الولايات المتحدة قررت أن تنحو باتجاه استغلال الأزمة الدولية، علماً أنّها ليست المرة الأولى التي تبادر فيها الولايات المتحدة إلى خطوة مماثلة، فقد أدارت واشنطن برنامجاً سرياً في الحرب العالمية الثانية لنقل أكثر من 1600 عالم ومهندس ألماني للعمل في مختبرات على أراضيها.

واستمرت عملية نقل العلماء الألمان نحو 10 سنوات، وكان من بينهم مهندس الصواريخ الشهير فيرنر فون براون وكورت ديبوس، الذي أصبح لاحقاً أول مدير لمركز كينيدي للفضاء.

وبحسب إحصاءات أممية، تعد روسيا من الأبرز عالمياً في مجال أبحاث الذكاء الصناعي والطاقة.

وقد أصدرت موسكو نحو 24% من أوراقها البحثية بين العامين 2017 و2019، بالتعاون مع شركاء أميركيين وألمان تحديداً.

اضف تعليق