كانت انتخابات عام 2021 حاسمة في بقاعٍ عدة على مستوى العالم؛ إذ أتت إلى ألمانيا ببديل أنجيلا ميركل، ومنحت تشيلي رئيسًا شابًا اشتراكيًا، وفي خضم استمرار جائحة كورونا واستعار أزمات المناخ في عام 2022، ستشهد عدة دول مركزية في النظام العالمي انتخابات حاسمة.

ستكون الانتخابات الأهم في فرنسا؛ إذ سيخوض الرئيس الحالي، إيمانويل ماكرون، صراعًا شرسًا، في أبريل (نيسان) 2022، من أجل الحفاظ على منصبه في مواجهة فاليري بيكريس، مرشحة حزب الجمهوريين المحافظ. والتي رشّحتها استطلاعات للرأي للوصول إلى جولة الإعادة مع ماكرون، بجانب المرشحين اليمينيين: مارين لوبان، وإريك زمور (المُلقَّب بـ"ترامب الفرنسي").

وفي نوفمبر (تشرين الثاني) ستشهد الولايات المتحدة الأمريكية انتخابات مجلس النواب، والتجديد لثلث أعضاء مجلس الشيوخ، ونظرًا لنسبة التأييد المتدنية للرئيس الأمريكي، جو بايدن، والبالغة 42%، مقارنةً بالنسبة المعتادة للرؤساء الأمريكيين في مثل هذا الوقت من فترات حكمهم، فمن المرجح أن يخسر الحزب الديمقراطي المزيد من المقاعد النيابية لصالح الحزب الجمهوري.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) ستشهد البرازيل مواجهة مرتقبة في الانتخابات الرئاسية، بين الرئيس الحالي، جايير بولسونارو، بإرثه المثير الجدل في إدارة جائحة كورونا، وبتأييده التاريخي للديكتاتورية العسكرية في البلاد، وبين الرئيس اليساري السابق، لولا دا سيلفا، الذي ألُغيت إدانته بالفساد عام 2017، والذي تظهر استطلاعات الرأي تقدمه على بولسونارو، بنسبة 46% مقابل 23%.

أمّا الانتخابات البرلمانية التي ستُجرى بالمجر في أبريل، فإمّا أن تقرِّب البلاد من الاستبداد، أو تُنقذها على حافة الهاوية، فعلى مدار 12 عامًا قام فيكتور أوربان، رئيس الوزراء، بتقويض معالم الديمقراطية الليبرالية في البلاد، من خلال تقييد حرية الصحافة ونزع استقلالية القضاء، وبعد سنوات من الانقسام يبدو أن المعارضة قد توحّدت هذه المرة، ووقفت خلف مرشح واحد مُمثل لها، وهو: بيتر ماركي-زاي، الذي عُرِف بمشروعه لمحاربة الفساد.

وفي أستراليا ستنعقد انتخابات برلمانية جديدة شديدة التنافس في مارس (آذار) بين التحالف الليبرالي الحاكم، بقيادة رئيس الوزراء سكوت موريسون، وحزب العمل بقيادة أنطوني ألبانيز. ومن الجدير بالذكر أن شعبية الائتلاف الحاكم في أدنى مستوياتها بسبب أزمات إنتاج لقاح كورونا وبطء طرحه، والسياسات المناخية المثيرة للجدل.

وفي الهند ستشهد ولاية "أوتار براديش" انتخابات تشريعية لاختيار مجلس الولاية في مارس، وهي انتخابات قد تكون فارقة في مستقبل الهند السياسي، فهذه الولاية هي الأكبر من ناحية عدد السكان، وهي موطن رئيس الوزراء ناريندا مودي، وربما تكون المؤشر الأهم على شعبية حزب "بهاراتيا جاناتا".

وفي كوريا الجنوبية سيتنحى الرئيس الحالي المنتمي للحزب الديمقراطي، مون جاي، بعد فترة رئاسية واحدة، وبعد بعض الاتهامات بالفساد وانتقادات بعدم تحقيق تقدم في مسار المصالحة مع كوريا الشمالية، وسيترشّح بدلًا عنه من نفس الحزب لي جاي ميونج، الحاكم السابق لمقاطعة سيول، ومن الواضح أنه سيدخل في منافسة شرسة مع مرشح حزب سلطة الشعب المحافظ يون سوك يول، وذلك في الانتخابات التي ستُعقد في مارس المقبل.

ورغم اعتزال الرئيس الفلبيني الحالي رودريغو دوتيرتي للسياسة، وقراره بعدم خوض الانتخابات الرئاسية القادمة بالفلبين في مايو (أيار) المقبل، فإن قائمة المرشحين المحتملين تشير إلى استمرار خطه السياسي، واستمرار البلاد داخل دائرة الشعبوية والاستبداد.

وتتجه كولومبيا إلى صناديق الاقتراع لانتخاب برلمان جديد في مارس، واختيار رئيس جديد في يونيو (حزيران) وقد شهدت الانتخابات الرئاسية عام 2018، فوز المرشح اليميني إيفان دوكي، على منافسه اليساري، جوستافو بيترو. ولكن حاليًا تميل استطلاعات الرأي إلى بيترو، الذي صار أكثر شعبية، بينما صار دوكي أقل رئيس شعبيةً في البلاد منذ تسعينات القرن الماضي، حين جرى وضع الدستور الحالي للبلاد 1991.

أمّا في كينيا فستُجرى الانتخابات الرئاسية في أغسطس (آب) في ظل ارتفاع معدلات الفقر، والبطالة، والفساد، ومن غير المعروف إذا كان الرئيس الحالي ونجل الرئيس المؤسس للبلاد، أوهورو كينياتا، سيتخلّى عن السلطة أم لا، فالدستور يمنعه من الترشح لفترة رئاسية جديدة، وفي حال تخليه عن السلطة، ستنحصر المنافسة بين نائبه، وليام روتو، ومنافسه السياسي المخضرم، رايلا أودينجا. وتُظهِر استطلاعات الرأي تقدم روتو على أودينجا بنسبة 15%.

اضف تعليق