رأى الخبير البرتغالي في العلوم السياسية، برونو ماتسايس، أن أوروبا تحولت إلى ملعب بالنسبة للولايات المتحدة، التي لم تعد تأخذ بعين الاعتبار مصالح شركائها الأوروبيين.

وكتب الخبير في مقالة نشرتها مجلة "بوليتيكو" أن "الدول الأوروبية تفقد في الوقت الراهن تدريجيا استقلاليتها لصالح واشنطن، الأمر الذي يؤدي إلى تفكك التعاون عبر الأطلسي. وتعتبر الولايات المتحدة أوروبا منطقة مهمة لمواجهة روسيا والصين".

وذكّر ماتسايس بالتصريح الذي أدلى به مؤخرأ المؤرخ، لووكا فان ميديلار، والذي مفاده أن أوروبا في علاقاتها مع الولايات المتحدة تنتقل من موقع الشريك إلى موقع التابع. ويوافق على ذلك أيضا الأمين العام الأول لخدمة الاتصالات الخارجية الأوروبية، بيير فيمون، الذي يرى، بحسب ماتسايس، أن مفهوم تبعية أوروبا أصبح أكثر واقعية.

وأضاف ماتسايس: " أوروبا تشبه اليوم ملعبا أكثر من أن تشبه لاعبا".

وأشار إلى وجود عدة أسباب لذلك، وبينها بالدرجة الأولى تغير الوضع في الساحة الدولية، حيث احتلت الصين مكان روسيا بصفتها خصما رئيسيا للولايات المتحدة.

وأوضح: "تقع أوروبا حاليا بعيدا عن مركز الأحداث. وبالعكس أصبحت اليابان والهند أكثر أهمية".

وعبر الخبير عن اعتقاده بأن "الدول الغربية لم تعد تتمتع بالقدرات الاقتصادية والعسكرية التي كانت عليها سابقا، وهيهات أن تكون بإمكانها بانفراد مواجهة روسيا والصين حال هجوم إحداهما عليها. وذلك بالإضافة إلى العجز الذي تشعر به واشنطن بسبب أن بكين تجاوزت بالفعل 70% من إنتاج الولايات المتحدة، بينما لم يتجاوز الاتحاد السوفيتي في حينها 40%".

ودقق: "سيؤدي ظهور منافس متساو إلى أن تصبح الولايات المتحدة أقل سخاء وأكثر تجارية".

وتوصل إلى استنتاج أن الولايات المتحدة تتحرك في "مسار حياتها" إلى حرب باردة جديدة، في حين ستواجه أوروبا على الأرجح تراجعا جيوسياسيا.

اضف تعليق