اختلف المسؤولون والخبراء الامريكيون حول الخطر الذي يمثله داعش، فمنهم من اعتبره خطيرا جدا وشاملا ومنهم قلل من حجم ذلك الخطر، فقد قال مبعوث الرئيس الأمريكي باراك أوباما المكلف بتنسيق عمليات التحالف ضد تنظيم الدولة الإسلامية يوم الأربعاء إن نمو التنظيم له تبعات عالمية وإذا لم يتم تحجيمه فقد "يفسد تقدم البشرية."

وقال الجنرال المتقاعد جون ألين في مؤتمر صحفي في قطر إن التنظيم لا يعد مشكلة عراقية أو سورية فحسب ولكنه مشكلة إقليمية قد تحدث تداعيات عالمية. بحسب رويترز.

وأضاف أن من المهم أن تصبح كل القوى المناهضة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق تحت سلطة الحكومة العراقية. وتابع أن مهمة التصدي لتدفق المقاتلين الأجانب ليست مهمة تركيا وحدها.

وأضاف أن حدود تركيا مع سوريا والعراق هي "خط الدفاع الأخير".

من جهتها قال جين هارمن، الرئيسة والمديرة التنفيذية لمعهد ويدرو ويلسون في واشنطن، والتي سبق لها أن تولت مناصب نيابية في الكونغرس بلجنتي المخابرات والأمن الداخلي، إن مدينة بغداد قد لا تكون على وشك السقوط عسكريا بيد تنظيم داعش، ولكنها رأت أن العراق برمته بات على وشك السقوط، واعتبرت أن أمريكا مقصرة في دعم المقاتلين السنة وفي تقييم رئيس الوزراء، حيدر العبادي، الذي رأته أنه ليس بديلا قويا لسلفه نوري المالكي. بحسب الـ سي ان ان.

وردا على سؤال حول ما إذا كانت بغداد بخطر أو على وشك السقوط قالت هارمن: "بغداد ليست على وشك السقوط، ولكن العراق برمته دولة بدأت تتداعى، وربما كان نائب الرئيس، جو بايدن، محقا عندما قال قبل ثمانية أعوام أن العراق بحاجة لأن يكون دولة من ثلاثة أجزاء. نحن لم نوفق في جعل العراق بلدا موحدا وجهودنا في مساعدة سنة العراق بالمعارك بطيئة للغاية."

وحول تزويد السنة بالسلاح الأمريكي مباشرة قالت هارمن: "أؤيد تماما تزويدهم بالسلاح مباشرة لأن حكومة العبادي تقوم بتقديم دعم كبير للمليشيات الشيعية في محافظة الأنبار التي تقطنها غالبية سنية، وهذا يبعث بإشارات خاطئة. وعلينا تذكر أن التبدل الميداني الذي حصل سابقا كان بسبب الصحوات في الأنبار عندما مد المسلحون السنة يدهم لنا، وللأسف العبادي ليس البديل القوي الذي كنا نتصوره لنوري المالكي."

وعن إمكانية قبول تقسيم العراق إلى ثلاث دول قالت هارمن: "كلا، فأنا أتحدث هنا عن دولة فيدرالية، وهذا ما قاله بايدن، المشكلة الآن أن الجزء السني من البلاد قد يخضع لإدارة داعش، وعلينا أن نفهم بأن هذا الأمر مرشح للحدوث لأن هذا ما كان أبومصعب الزرقاوي يخطط له وتنظيم داعش ينفذه الآن."

لكن وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، انتقد الذين يؤمنون بأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ"داعش،" يشكلون دولة، حيث قال: "إن من يؤمن بأن داعش دولة كمن يؤمن بأنني طائرة مروحية."

وجاءت هذه التصريحات خلال مكالمة هاتفية أجراها مع الدول المشاركة في الاجتماع الذي يضم أعضاء التحالف الدولي ضد تنظيم داعش من بوسطن حيث يتلقى العلاج بعد إصابته بحادث دراجة هوائية.

من جهته قال توني بلينكن، نائب وزير الخارجية الأمريكي الذي حضر الاجتماع: "حققنا مكتسبات حقيقة بعد مرور تسعة أشهر على انطلاق عمليات التحالف ضد داعش، حيث أن التنظيم اليوم يسيطر على مساحة هي أقل بنسبة 25 في المائة عما كان يسيطر عليه في السابق."

 

اضف تعليق