قسمت الأزمة الحالية في فنزويلا العالم إلى معسكرين، منذ إعلان زعيم المعارضة ورئيس البرلمان، خوان غوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد الأسبوع الماضي.

هذا الانقسام جاء على وقع احتجاجات تشهدها البلاد منذ العاشر من يناير/ كانون الثاني الجاري عندما أدى الرئيس نيكولاس مادورو اليمين الدستورية لولاية ثانية عقب انتخابات قاطعتها المعارضة.

وبعد إعلان غوايدو، لا يزال الغموض سيد الموقف وسط انقسام دولي بين دول ألقت بثقلها وراء رئيس البرلمان باعتبار أنه "ممثل هيئة منتخبة ديمقراطيًا"، ودول أخرى ترى نيكولاس مادورو ممثلا شرعيًا للبلاد.

تركيا ومعسكر الرفض

وأبدت تركيا وعدد من الدول الكبرى تأييدها للرئيس مادورو باعتباره ممثل السلطة الشرعية في البلاد.

وأعرب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الجمعة، عن رفض بلاده لمحاولة الانقلاب التي استهدفت الرئيس المنتخب.

جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال اجتماع للتعريف بمرشحي حزب العدالة والتنمية لرئاسة البلديات في ولاية "أضروم" شرقي تركيا.

وشدد أردوغان على موقف بلاده الرافض لكل الانقلابات والانقلابيين في جميع أنحاء العالم.

وقال: "نقف ضد كل الانقلابات والانقلابيين في جميع أنحاء العالم، ونرفض محاولة الانقلاب في فنزويلا".

كما قال نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" الحاكم في تركيا ماهر أونال، إن "عدم الاعتراف بالرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، يعني عدم الاعتراف بالشعب الفنزويلي".

وفي تغريدة نشرها الخميس، عبر صفحته بموقع "تويتر"، أشار أونال إلى أن مادورو هو "سياسي منتخب بطريقة مشروعة بدعم من شعبه".

وبين أن "عدم الاعتراف بنيكولاس مادورو، يعني عدم الاعتراف بالشعب الفنزويلي".

وشدد على أن بلاده تقف ضد "عمليات الانقلاب" التي تستهدف السلطة الشرعية، وتضرب بجميع القيم السياسية والديمقراطية عرض الحائط.

روسيا والصين

إلى جانب تركيا، رفضت روسيا والصين الدعوة الأمريكية لدعم غوايدو وأدانت أي تدخل خارجي في شؤون فنزويلا.

 إيران تلقي بثقلها وراء مادورو

وقال بهرام قاسمي، متحدث وزارة الخارجية الإيرانية، في بيان،: "تعارض إيران كل تدخل أجنبي في الشؤون الداخلية لفنزويلا".

 جنوب إفريقيا وكينيا ترفضان محاولات تغيير مادورو

كذلك رفضت جنوب إفريقيا وكينيا أي محاولات لتغيير نظام الحكم في فنزويلا.

 الهند تتخذ موقفاً محايداً

أما الهند فقد اتخذت موقفا محايدا، ودعت إلى الحوار بين أصحاب المصلحة في فنزويلا.

الأمريكيتان

فور إعلان غوايدو، عن نفسه رئيسا مؤقتا، الثلاثاء، أصدر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بيانا اعترف فيه به.

كما اعترفت البرازيل ومنظمة الدول الأمريكية بغوايدو كرئيس لفنزويلا حتى قبل إعلانه عن ذلك الثلاثاء الماضي.

وحذت الأرجنتين وكندا وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا والإكوادور وغواتيمالا وبنما وهندوراس وبيرو وباراغواي حذوها لاحقا.

وظلت بوليفيا وكوبا والمكسيك الدول الوحيدة في المنطقة، التي ما زالت تعترف برئاسة مادورو. كما عرضت المكسيك، التي كانت ذات يوم عضوًا في مجموعة ليما، استعدادها للتوسط في الصراع السياسي بفنزويلا.

وتتكون مجموعة ليما من 12 دولة في أمريكا اللاتينية.

دول الاتحاد الأوروبي

ودعت عدة دول أعضاء بالاتحاد الأوروبي مادورو إلى إعلان انتخابات جديدة في غضون ثمانية أيام (تنتهي غدا الأربعاء) لتخفيف الأزمة السياسية الحالية، قائلة إنها ستعترف بغوايدو رئيسا مؤقتا إذا لم يتم الإعلان عن الانتخابات.

وأعلنت منسقة الشؤون الخارجية لدول الاتحاد الأوروبي فديريكا موغيريني، الأربعاء، أن الاتحاد يؤيد بشكل كامل الجمعية الوطنية الفنزويلية "كمؤسسة منتخبة ديمقراطيا وأنه يتعين احترام سلطتها".

وقال رئيس الوزراء الإسباني بدرو سانشيز، في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، السبت: "لا نسعى إلى تنصيب أو إقصاء حكومات، بل نريد ديمقراطية وانتخابات الحرة في فنزويلا".

وأضاف: "على أية حال، إذا لم تكن هناك دعوة خلال ثمانية أيام لإجراء انتخابات نزيهة وحرة وشفافة وديمقراطية، فسوف تعترف أسبانيا بغوايدو رئيسا لفنزويلا".

كما دعت البرتغال إلى إجراء انتخابات حرة، وقال وزير خارجيتها،أوغوستو سانتوس سيلفا، لمادورو "انتهى الوقت".

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن بلاده ستعترف بغوايدو إذا لم يتم الإعلان عن انتخابات جديدة.

وتقاسم وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت ومتحدث الحكومة الألمانية شتيفن زايبرت وجهات نظر مماثلة حول الأزمة السياسية الحالية.

كما دعا وزير خارجية بلجيكا يوم الجمعة إلى إجراء انتخابات "موثوقة" في فنزويلا.

إسرائيل

أيضا، اعترفت إسرائيل وأستراليا بغوايدو رئيسا مؤقتا.

هولندا

أما هولندا فأعلنت استعداداها للاعتراف بغوايدو إذا لم يتم الإعلان عن الانتخابات في فنزويلا خلال ثمانية أيام.

وأعلن الرئيس مادورو قطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة، واتهمها بالتدبير لمحاولة انقلاب ضده، وأمهل الدبلوماسيين الأمريكيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.انتهى/س

اضف تعليق