تسارعت وسائل الاعلام العالمية الى نقل وتحليل القمة العشرين المنعقدة في العاصمة الارجنتينة بوينس آيرس واللقاءات الثنائية بين رؤساء الدول وسط انقاسمات حادة في الرؤى والسياسات.

انطلقت أعمال قمة مجموعة العشرين، الجمعة، في بوينس آيرس وسط أجواء توتر شديد اعتبرت الأسوأ في تاريخ قمم هذه المجموعة، في حين توجهت الأنظار إلى الرباعي دونالد ترامب وفلاديمير بوتين ومحمد بن سلمان وشي جينبينغ.

وينقل تقرير لـ DW"" ان أول مرة منذ سنوات طويلة تنطلق قمة العشرين دون حضور المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، والتي غابت أيضا عن الصورة الجماعية لأعضاء القمة، وذلك بسبب خلل فني في طائرتها الليلة الماضية ما أسفر عن عودتها إلى مطار كولونيا بغرب ألمانيا والتوجه فجر اليوم إلى مدريد ومنها إلى بوينس آيرس مع طائرة خطوط إسبانية عادية للركاب المدنيين.

ويضيف، "وبدأت القمة بعد التقاط الصورة التذكارية للمشاركين فيها، حيث توفرت فرصة اللقاءات السريعة بين الزعماء ورؤساء الحكومات الحاضرين في القمة. وكأن الانتقادات الدولية قربت بينهما، فقد تصافح بوتين وولي العهد السعودي بود شديد، وبدا مرتاحين ومبتسمين يتبادلان أطراف الحديث بعد أن جلسا في مقعدين مجاورين".

وتشير القناة الالمانية الى، انه "وكانت الانتقادات انهالت على الرئيس الروسي إثر قيام الأسطول الحربي الروسي باعتراض واحتجاز ثلاث سفن حربية أوكرانية مع بحارتها في البحر الأسود. أما ولي العهد السعودي فقد انعكس اغتيال الصحافي جمال خاشقجي سلبا على صورته بعد أن توجهت بعض الأصابع إليه باحتمال تورطه في الاغتيال. إلا أن أهم ما يجمعهما هو احتواء بلديهما على كميات هائلة من النفط.

وقالت DW ، ان "من جهته، التقى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ولي العهد السعودي بشكل خاطف على هامش أعمال القمة، ونقل مستشارون للرئيس الفرنسي أن الأخير طالب المسؤول السعودي بـ"إشراك خبراء دوليين في التحقيق" الجاري بشأن خاشقجي، كما طالبه بـ"ضرورة العمل على حل سياسي في اليمن".

وتابعت، "ووقف ماكرون في الصورة التذكارية الى جانب ترامب. وكانت العلاقة بينهما توترت خلال الفترة الأخيرة بسبب تغريدات ساخرة للرئيس الأميركي عن نظيره الفرنسي. وخلال حفل افتتاح القمة بدا ترامب بعيدا عن جو الحماسة التي انتابته لدى إعلانه صباح الجمعة التوقيع على اتفاق جديد للتبادل الحر في شمال أميركا".

أما الرئيس الصيني شي جينبينغ فتميزت أساريره بالجدية، بانتظار العشاء المرتقب مساء السبت بينه وبين الرئيس الأميركي، على أمل أن يفتح هذا اللقاء الباب أمام إنهاء النزاع التجاري بين البلدين العملاقين. وكان ترامب فاجأ الجميع الخميس عندما ألغى لقاء كان مقررا مع بوتين بسبب الأزمة مع أوكرانيا، بحسب القناة.

ووفق DW "ويعاني الرئيس الأميركي من انعكاسات التحقيق الجاري في الولايات المتحدة عن تدخل روسي محتمل في حملته الانتخابية الرئاسية الأخيرة. وأعربت واشنطن عن الأسف لأن هذا التحقيق يضر بالعلاقة مع روسيا، مع التأكيد أن إلغاء اللقاء مرتبط بالأزمة في أوكرانيا".

وعن عقوبات الاتحاد الاوروبي لروسيا بشأن اوكرانيا ذكرت DW، "وفي حين اتخذت كييف إجراءات قضت بمنع الرجال الروس بين الـ16 والـ60 من العمر من زيارة أوكرانيا، أعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن "قناعته" في بيونس آيرس بأن عقوبات الاتحاد الأوروبي على روسيا ستجدد في كانون الأول/ديسمبر".

الى ذلك قالت القناة الالمانية "فيما ندد الرئيس الروسي بوتين بالاستخدام "المسيء" للعقوبات "الأحادية الجانب" والحمائية التجارية وذلك قبيل افتتاح القمة. وستكون الأزمة الأوكرانية مناسبة لاختبار مدى تضامن الأوروبيين خلال قمة بوينس آيرس.

هذا وتابعت القول القناة الالمانية DW "أفاد مصدر فرنسي أن ماكرون يسعى إلى "جمع الدول المتقدمة" حول نص بديل حول المناخ والتبادل الحر. وإن دل هذا الأمر على شيء فهو اقتناع ماكرون باستحالة التوصل إلى بيان نهائي موحد في ختام القمة بشأن هذين الموضوعين، طالما الخلافات بين المشاركين كبيرة.

واكدت، ان في غضون ذلك، تأجل اجتماع بين المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الأميركي دونالد ترامب على هامش قمة مجموعة العشرين إلى بعد ظهر يوم غد السبت بسبب التأخر في وصول ميركل الى بوينس آيرس. وقالت مصادر الحكومة الأمريكية لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) إن الاجتماع الذي سيستغرق 30 دقيقة من المتوقع أن يركز على موضوعات تشمل التوترات بين روسيا وأوكرانيا.

وعن الحراك الشعبي في الدولة المستضيفة لاعمال القمة العشرين قالت DW، "تخشى السلطات الارجنتينية حصول أعمال عنف خلال تظاهرة احتجاج مقررة الجمعة، على غرار ما حصل خلال قمة مجموعة العشرين في هامبورغ العام الماضي". وأعلنت الحكومة الأرجنتينية الجمعة يوم عطلة، فأقفلت المدارس وتم نشر أكثر من 20 ألف عنصر أمن للحفاظ على الأمن خلال هذه القمة. وجاءت قمة الأرجنتين لتزيد من حدة احتجاج المواطنين على الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب البلاد.

المصدر: DW

تحرير عامر الشيباني

اضف تعليق