انتقدت الوزيرة المكلفة بالشؤون الأوروبية بوزارة الخارجية الفرنسية ناتالي لوازو إيطاليا، واعتبرت أنها ليست في موقف يخولها تلقين باريس كيفية التصرف بشأن موضوع الهجرة غير النظامية.

وجاءت هذه التصريحات عقب اتهام روما الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "بالغطرسة"، وحث وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني الرئيس الفرنسي على أن يظهر بعض "الكرم" في سياسة الهجرة لدى بلاده.

وبيّنت لوازو أن القانون الدولي يلزم إيطاليا بالسماح لسفينة الإنقاذ "لايفلاين" بالرسو في ميناء إيطالي.

والسفينة التي تقل أكثر من 230 مهاجرا عالقة في المياه الدولية بالبحر المتوسط، وهي ثاني سفينة إنقاذ تكشف في غضون أسابيع الانقسامات الأوروبية العميقة إزاء كيفية توزيع اللاجئين والمهاجرين غير النظاميين الساعين إلى ظروف معيشة أفضل.

وقالت لوازو للقناة الثانية بالتلفزيون الفرنسي إنه "لا يمكن لأحد أن يشكك في كرم فرنسا ولا يحق للسيد سالفيني الذي أغلق موانئه (أمام المهاجرين) أن يعطي فرنسا درسا".

وأضافت أن أوروبا بحاجة لبذل المزيد لمساعدة أعضاء الاتحاد الأوروبي مثل إيطاليا واليونان الذين يمثلون أول أرض أوروبية تطؤها أقدام المهاجرين الفارين من الحرب والاضطهاد والفقر، وكثير منهم من أفريقيا والشرق الأوسط.

لكنها قالت إن القانون الدولي واضح فيما يتعلق بالمكان الذي يجب أن يستقبل السفينة لايفلاين: "أن ترسو في أقرب ميناء لها وهو في جنوب إيطاليا. لا يناسب هذا الجميع لكنه القانون الدولي".

وتأتي الأزمة غداة إخفاق قادة بالاتحاد الأوروبي في التوصل إلى حل لأزمة الهجرة غير النظامية التي أضعفت وحدة الاتحاد الأوروبي وتهدد بتفكيك الائتلاف الحكومي في ألمانيا وتقوض منطقة شنغن الأوروبية التي تسمح بالسفر دون تأشيرات.

ومن المتوقع أن يصادق قادة الاتحاد الأوروبي في قمة 28 و29 يونيو/حزيران الحالي على زيادة تشديد الإجراءات على الحدود الخارجية ويقدموا مزيدا من المال لدول أجنبية لتمنع الراغبين في الهجرة من الإبحار نحو أوروبا.

لكن لا توجد مؤشرات على أنهم سيتوصلون لاتفاق بشأن كيفية تقسيم عبء المهاجرين غير النظاميين.

إبرام اتفاقيات

وكان ماكرون والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، قد دعوا خلال قمة مصغرة في بروكسل أمس الأحد بشأن الهجرة غير النظامية إلى إبرام اتفاقيات بين العديد من الدول الأعضاء لمواجهة هذه المسألة، ومن أجل تجاوز عقبة غياب الإجماع الذي يؤدي الى شلل في الاتحاد الأوروبي بشأن هذه القضية.

والتقى الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية نظراءهم من 14 دولة أوروبية في "هذا الاجتماع غير الرسمي" الذي عقد وسط أجواء من التوتر الشديد، يتجلى في المواجهة حول سفينة تحمل مهاجرين ترفض إيطاليا ومالطا استقبالها.

وطالب ماكرون الذي بات هدفا لانتقادات شديدة من روما، بعد اقتراحه إقامة "مراكز مغلقة" للمهاجرين في أول بلد يصلونه، باتخاذ تدابير لاحترام "قيم أوروبا"، مشيرا إلى "حقوق الإنسان" والاحترام و"التضامن" بين الدول الأعضاء.

يشار إلى أن حدّة اللهجة بين إيطاليا وفرنسا، تصاعدت مجددا عقب انتقاد الحكومة الشعبوية الجديدة "عجرفة" الرئيس الفرنسي بعد اقتراحه "إنشاء "مراكز مغلقة" للمهاجرين غير النظاميين في الدول التي يصلون إليها أولا. انتهى/خ.

اضف تعليق