طلبت مدينة ميونيخ الواقعة في جنوب ألمانيا, المساعدة في مواجهة تدفق آلاف المهاجرين الذين لم تعد تملك أسرة ومراكز إيواء كافية لاستقبالهم، مؤكدة أنها "لا تستطيع هي وبافاريا التصدي لهذا التحدي الكبير بمفردهما".

وقالت ناطقة باسم منطقة بافاريا العليا مساء السبت, إن عدد الذين وصلوا نهار السبت وحده إلى المدينة "قد يصل إلى 13 ألف" لاجئ.

وأضافت "ينقصنا حاليا بين ألف وخمسة آلاف مكان للإيواء بسرعة".

ويعادل هذا العدد الرقم القياسي لعدد المهاجرين خلال 24 ساعة الذي سجل الأحد الماضي, ولم يكن تدفق المهاجرين الأحد وضعا استثنائيا كما قالت برلين بل شكل بداية ظاهرة ستستمر على ما يبدو.

ولم تعد المدينة، التي تشكل نقطة دخول المهاجرين الفارين من الحروب والاضطهاد عن طريق البلقان، تستبعد ضرورة إيواء هؤلاء المهاجرين في الخارج تحت خيام عازلة للحرارة، لأنها لم تعد تملك أماكن كافية لهم.

من جهته, قال كريستوف هيللنبراند، المسؤول في الإدارة المحلية للمدينة، "أن خمسة آلاف شخصا لن يعرفوا إلى أين يذهبون مساء اليوم" ليمضوا الليل.

وصرح رئيس بلدية ميونيخ، الاشتراكي الديمقراطي ديتر رايتر، إنه "قلق جدا من تطور الوضع", وقال "لم نعد نعرف ماذا نفعل مع اللاجئين".

وتشكو ميونيخ من نقص الدعم من المناطق الألمانية الأخرى لمواجهة هذا الوضع.

وتتحدث وسائل الإعلام الألمانية عن إمكانية استخدام مركز كبير للسكك الحديد في شمال ألمانيا لتخفيف الضغط عن الجنوب, وسيسمح للقطارات القادمة من النمسا بمواصلة طريقها مباشرة إلى الشمال بدون المرور بميونيخ, لكن الحكومة لم تؤكد هذه المعلومات.

ولمواجهة حالات طارئة، وضعت مدينة ميونيخ بالتعاون مع الجيش أسرة في موقع معرض المدينة.

وفي المحطة، رفع عدد قليل من الأشخاص لافتات كتبت عليها عبارات ترحيب، لكنها لا تشبه التجمعات الهائلة التي استقبلت القادمين في الأيام الماضية ورحبت بهم وقدمت ألعابا للأطفال.

وحل شكل من أشكال الروتينية محل الحماسة, فبعد نزولهم من القطارات النظامية القادمة من النمسا، تقوم الشرطة بنقل المهاجرين إلى مراكز الإيواء الأولى.

وبسبب النقص في الحافلات أو سائقيها، يضطر بعض المهاجرين إلى المشي في مواكب تضم المئات في بعض الأحيان، يرافقهم شرطيون، حتى أول مركز للإيواء.

هذا الوضع غير مسبوق في ألمانيا حيث ينتظر وصول نحو 800 ألف لاجئ هذه السنة.

وإذا لم يضعف تدفق المهاجرين الأحد، فستستقبل ألمانيا عددا منهم، لاسيما السوريين، مماثلا للذي سجل في عطلة نهاية الأسبوع الماضي أي حوالى عشرين ألف لاجئ، وهو رقم قياسي.

وفي مواجهة تدفق المهاجرين وبينهم عدد من السوريين، خصصت ألمانيا ثكنات ووضعت بيوتا متنقلة ونصبت خياما.

وعلى الرغم من استياء بعض دول أوروبا الشرقية، قررت ألمانيا فتح حدودها أمام المهاجرين, لكن السلطات تواجه صعوبة في مواجهة هذا الوضع.

اضف تعليق