آثار الحجاب الإسلامي، اليوم الاربعاء، الخلاف في أوروبا بعد سحب صورة لشابة ترتدي حجابا مستندة على درج قرب مقر المفوضية الأوروبية من قبل احد النواب الفرنسيين.

وقالت مجلة لوبوان (Le Point) الفرنسية، إن "هذه الصورة أثارت ضجة بين اليمين، وقد أرسل فرانسوا كزافييه بيلامي رئيس مجموعة حزب الجمهوريون (Les Républicains) الفرنسي في البرلمان الأوروبي، رسالة إلى الرؤساء الثلاثة الشركاء لمؤتمر مستقبل أوروبا، منددا "بالخلط الكامل بين الأمور"، ومتسائلا، هل تودون أن يكون مؤتمر مستقبل أوروبا مرحلة جديدة تروج فيها المؤسسات الأوروبية للحجاب الإسلامي؟!".

وأوضحت المجلة في مقال بقلم إيمانويل بيريتا- أن هذه الصورة الجديدة تسهم في إضفاء الشرعية المؤسسية على الحجاب من قبل الهيئات الرسمية، وذلك بعد مشاركة المفوضية الأوروبية بأموال عمومية في تمويل حملة، مشيرة الى، أن "السعادة في الحجاب مع أن الحجاب يعتبر عادة دينية مفروضة على المرأة من قبل المسلمين، وهو في هذه الصورة ملبوس وفقا للمتطلبات للإسلام".

وأشار الكاتب إلى، أن "مؤتمر مستقبل أوروبا تشترك في تنظيمه ورئاسته مؤسسات الاتحاد الأوروبي الثلاث، المفوضية والبرلمان والمجلس، غير أن الصورة المذكورة اختارها البرلمان الأوروبي، وهي من بنك الصور المستخدم لدعم حملة التعبئة هذه، علما أن البرلمان الأوروبي من أكثر المؤسسات في المشهد الأوروبي تقبلا للاختلاف، وبالتالي فلا غرابة في أن تقدم شابة محجبة على أنها مستقبل أوروبا".

وأكد وزير الدولة للشؤون الأوروبية، أن "الحجاب ليس محظورا في فرنسا ولا في أي من الدول الـ26 الأخرى، مبينا انه "يجب ألا نخلط كل الأمور إلا أن بيلامي في رسالته أصر على حقيقة أن ارتداء الحجاب يُفرض الآن، وأحيانا عن طريق الإكراه والعنف في العديد من البلدان الإسلامية، وفي العديد من المناطق داخل بلداننا الأوروبية للأسف".

وذكر بيلامي، بأن "المحامية نسرين ستوده الفائزة بجائزة ساخاروف عام 2012، اعتقلت في إيران عام 2018 لخلعها الحجاب والدفاع عن النساء اللاتي يرفضن الحجاب، بحجة أن هذه الجريمة إهانة للمرشد الأعلى وتحريض على الفجور وحكم عليها بالسجن 12 عاما و148 جلدة".

وطالبت أسيتا كانكو، عضوة البرلمان الأوروبي البلجيكية، "سحب الصورة وكتبت تقول أنا خجلة من أوروبا هذه الخاضعة للإسلاموية. أشعر بالخجل من أوروبا هذه التي تتخلى عن النساء المسلمات وترى رمز السيطرة عليهن كملحق فولكلوري. لن أدعم مثل هذا النفاق. سأكون دائما إلى جانب الحرية والمساواة".

وأضافت، انه "يتوجب أن يتجسد مستقبل أوروبا في قيم التنوير لا في استعباد النساء. تجب إزالة هذا الملصق ويستحق البرلمان أن يوجه إليه استفسار".

وأشار الكاتب ايمانويل الى، أن "هذا الجدل يردد صدى جدل آخر يرتفع حاليا حول حظر الحجاب في المنافسات الرياضية في فرنسا، بعد أن صوّت أعضاء مجلس الشيوخ على تعديل يحظر "العلامات الدينية الواضحة خلال أي مسابقة رياضية، وهو ما ألغاه نواب الجمهورية إلى الأمام (LREM) الذي أسسه الرئيس إيمانويل ماكرون عام 2016".

اضف تعليق