حذرت المرجعية الدينية العليا، اليوم الجمعة، المقاتلين ان يكون هدفهم "الانتقام"، مبينة ان مهمتهم تخليص العراق من "البلاء العظيم"، فيما دعتهم الى ضبط النفس وعدم "الاستيلاء" على اموال المدنيين.

وشدد ممثل المرجعية عبد المهدي الكربلائي في خطبة صلاة الجمعة، على "رعاية النازحين والمهجرين من دون تمييز بينهم من أي دين او مذهب او مكون كانوا، وذلك من خلال عناية الجهات المختصة والمواطنين والجمعيات الانسانية ومؤسسات المجتمع المدني ببذل كل ما يمكن من جهود لتوفير المأوى المناسب للنازحين وتقديم ما يحتاجونه من طعام وشراب ودواء مع معاملتهم بالحسنى والتعاطف معهم والرحمة بهم، وان تكون هذه العناية بصورة متساوية لجميع العراقيين النازحين والمهجرين مع قطع النظر عن انتمائهم الديني او المذهبي او القومي، وذلك لأنهم بأجمعهم مواطنون عراقيون لا يستلزم اختلافهم في الانتماء المذكور اختلاف مرتبتهم في حقوق المواطنة والانتماء للعراق".

وبين "وهذا النحو من الرعاية والمعاملة سيشعر الاخرين من جميع المكونات العراقية بوحدة الانتماء لبلدهم مما سيترك اثرا ايجابياً في نفوسهم فيشعرون بقوة الاصرة والعلاقة مع بقية مواطني بلدهم، وهذا سيفوت الفرصة على عصابات داعش التي تعمل على زرع التفرقة والبغضاء بين مكونات الشعب العراقي من خلال اثارة النزعة الطائفية".

وفيما يخص المقاتلين، بين الكربلائي "فالمقاتلون بمختلف اصنافهم ومسمياتهم مهمتهم هي تخليص العراق من هذا البلاء العظيم، وعليهم لأداء هذه المهمة على الوجه الصحيح ان يتحلوا بأعلى درجات الانضباط في تصرفاتهم ويراعوا المعايير الانسانية والاسلامية في تعاملهم مع الجميع في مناطق القتال، ولاسيما المدنيين من كبار السن والنساء والاطفال بل ومن يسلم نفسه ويترك القتال".

وتابع "من الضروري لمقاتلينا الابطال الذين يسطرون ملاحم البطولة والتضحية في صفحات تاريخ العراق الحديث ان يلتفتوا الى ان الغاية من قتالهم هو انقاذ المواطنين في المناطق التي سيطرت عليها عصابات داعش، وان ينظروا لهم كأخوة واخوات جاءوا لتخليصهم من هذه الفئة الدخيلة على العراقيين في فكرها الضلالي الذي تتبناه بتكفير الاخرين وتحليل قتلهم، والذي ترجمته الى ممارسات وحشية بعيدة عن الاسلام والانسانية حيث لم يشهد تاريخ العراق مثل هذه الوحشية، فلينتبهوا وليحذروا من ان يكون هدفهم الانتقام او الاعتداء او غير ذلك، ولأجل تحقيق هذه المهمة وفق الضوابط الشرعية والاخلاقية والانسانية لابد من أمرين، اولهما التحلي بأعلى درجات الانضباط النفسي في تصرفاتهم واعمالهم القتالية فلا يحملنهم حزن وأسَفٌ على فقد عزيز استشهد في القتال او تألم على جريح او حالة غضب او انفعال على ارتكاب ما يخالف هذه الضوابط، من تمثيل بقتيل او اجهاز على جريح او تفجير دار مشتبه في امره او سطو على مال لذوي المقاتلين او استيلاء على اموال لمواطنين ابرياء".

ولفت "ومراعاة المعايير الانسانية والاسلامية في تعاملهم مع الجميع، فلابد من الفرز بين المعتدي المقاتل والمواطن الذي لا دخل له في ذلك فانما هدف القتال الحفاظ على الهوية الوطنية والانسانية والحضارية للشعب العراقي الذي ارادت هذه العصابات مسخها وطمسها، وتتأكد الوصية مع كبار السن والنساء والاطفال.. فما اعظم واجمل ان نرى بعض افراد قواتنا المسلحة ومجاهدينا يحملون رجلا كبيراً على أظهرهم ليوصلوه وعائلته الى مأمنهم ان يطعموا صغيرا او يهدئوا ويطمئنوا امرأة خائفة او يداووا مريضا او يهيئوا مأوى".

واكدت المرجعية على "الله الله في حرمات عامة الناس ممن لم يقاتلونكم لا سيما المستضعفين من الشيوخ والولدان والنساء حتى اذا كانوا من ذوي المقاتلين، فانه لا تحل حرمات من قاتلوا غيرَ ما كان معهم من اموالهم، وقد كان من سيرة امير المؤمنين (عليه السلام) انه كان ينهى عن التعرض لبيوت اهل حربه ونسائهم وذراريهم رغم اصرار بعض من كانه معه، خاصة من الخوارج، على استباحها".

وشددت "الله الله في اموال الناس فانه لا يحل مال امرئ مسلم لغيره الا بطيب نفسه فمن استولى على مال غيره غصبا فإنما حاز قطعة من قطع النيران، الله الله في الحرمات كلها فإياكم والتعرض لها او انتهاك شيء منها بلسان او يد واحذروا اخذ امرئ بذنب غيره". انتهى/خ.

اضف تعليق