وجه مركز آدم للدفاع عن حقوق الإنسان رسالة مفتوحة إلى السيد الأمين العام المتحدة يطالبه فيها بموقف إنساني واضح من التحالف العربي ضد اليمن ينصف فيه أطفال اليمن، على إثر قرار هذا الأخير بسحب أسم التحالف السعودي من القائمة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال أثناء النزاعات المسلحة.

وجاء في الرسالة" إننا ومنظمات حقوق الإنسان نعول كثيرا على التقرير السنوي الصادر عن الأمم المتحدة كوسيلة من وسائل فضح ومحاسبة الدول والجماعات التي تتورط في تجنيد واستغلال وقتل وتعذيب الأطفال، أو تهاجم المدارس أو المستشفيات فربما تساعد مثل هذا التقارير ولو على المدى البعيد على التقليل من الضحايا المدنيين خصوصا الأطفال".

وقال المركز "لقد صدمنا ومعنا المنظمات الإنسانية المتابعة للوضع اليمني من قيامك بإصدار قرار سحب أسم التحالف السعودي من القائمة السوداء للدول والجماعات المنتهكة لحقوق الأطفال في النزاعات المسلحة بعد حوالي 24 ساعة من إصدار هذا التقرير. وإننا نعبر عن شديد استغرابنا عما نسمعه من أن الأمم المتحدة وحضرتكم تعرضتم إلى ضغوطات كبيرة من المملكة السعودية التي هددتكم بقطع التمويل السعودي للمنظمات والبرامج التي ترعاها الأمم المتحدة".

وأكد المركز " واضح إن ما ورد في تقريركم السنوي حول انتهاك حقوق الإنسان بالخصوص الأطفال في اليمن كان انعكاسا حقيقيا لما يحدث في الساحة اليمنية من العنف ضد الأطفال في اليمن، وقد أحصت الأمم المتحدة مقتل حوالي ستة آلاف مدني من بينهم أكثر من ثلاثة آلاف طفل منذ تدخل التحالف في 26 آذار/مارس من العام الماضي. وأكدت منظمات حقوق الإنسان من خلال مكاتبها ومندوبيها أن الغارات الجوية للتحالف السعودي أدت إلى سقوط ضحايا من الأطفال. وأن قوات التحالف لم تتخذ الإجراءات اللازمة للتمييز بين الأهداف المدنية والعسكرية، وأن قوات التحالف والمسلحين قد يكونوا ارتكبوا جرائم دولية.. كما سبق أن طالبت منظمة العفو الدولية، كل الدول التي تدعم التحالف، ومن بينها الولايات المتحدة وبريطانيا بوقف إمدادات وصفقات الأسلحة التي تستخدم في خرق القانون الدولي".

وأضاف المركز في رسالته "أن الأمم المتحدة وسيادتكم باعتباركم من يمثلها أمام مسؤولية جسيمة واختبار حقيقي ليس في قبالة الشعب اليمني وأطفال اليمن الذين راحوا ضحية طائرات ومدافع وصواريخ وقنابل هذا التحالف، وإنما أمام كل شعوب العالم وأطفال العالم وأمام التاريخ".

واختتمت الرسالة" إن منظمات المجتمع المدني ومنظمات حقوق الإنسان ستتابع عن كثب وتبحث عن الأسباب الحقيقية التي دفعتكم لرفع التحالف السعودي من القائمة السواء وستواصل بشتى السبل والطرق للاطلاع على حيثيات كتابة وإعداد تقرير حقيقي يعكس واقع اليمن وضحاياها من المدنيين بالخصوص الأطفال، ولن يكون من المقبول إطلاقا استثناء أي جماعات أو دول أسائت وقتلت واعدمت الطفولة تحت أي مبرر وحجة ..

هذا، وكانت الأمم المتحدة، قد أدرجت التحالف العسكري السعودي الذي تقوده السعودية في اليمن، في اللائحة السوداء للدول والجماعات المسلحة التي تنتهك حقوق الأطفال في النزاعات والحروب. وورد في تقرير المنظمة الأممية أن التحالف مسؤول عن 60% من وفيات وإصابات الأطفال العام الماضي وقتل 510 وإصابة 667 طفلاً، مضيفا في هذا الصدد، أن التحالف نفذ نصف الهجمات التي تعرضت لها مدارس ومستشفيات. وأفاد التقرير أن الانتهاكات الصارخة ضد الأطفال زادت بشكل كبير جراء احتدام الصراع في اليمن.انتهى/س

اضف تعليق