نظمت العتبة العباسية في محافظة كربلاء المقدسة مهرجاناً ثقافياً حمل عنوان (الامام الباقر عليه السلام السنوي الاول)، ويستمر ليومين، على قاعة الامام الحسن (ع).

تضمن المهرجان عدد من الفعاليات الثقافية والبحثية، اضافة الى معرض فني وعرض مسرحي جسد حياة الإمام الباقر عليه السلام وسيرة اهل البيت الاطهار عليهم السلام وحياتهم الجهادية من اجل الرسالة النبوية الشريفة وترسيخ تعاليم الدين الاسلامي الحنيف.

اقيم المهرجان بإشراف مباشر من قبل الامين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد "احمد الصافي".

وللوقوف على تفاصيل وحيثيات اليوم الاول للمهرجان التقت، وكالة النبأ (الاخبار)، عدد من السادة القائمين على المهرجان.

حيث قال، "عقيل الياسري"، مسؤول قسم الاعلام، ورئيس اللجنة التحضيرية، "ضمن البرامج الثقافية التي تقيمها العتبة العباسية المقدسة ارتأت أن تقيم هذا المهرجان الذي يتضمن عدة برامج وفقرات منها: اقامة جلسات بحثية، معارض تشكيلية، عروض مسرحية تجسد حياة أهل بيت النبي الاطهار وسيرتهم الجهادية من اجل ديننا الاسلامي الحنيف".

وأضاف الياسري: "في هذه الدورة سيقتصر المهرجان محلياً وفي السنوات القادمة سيكون دوليا وعالميا حيث سندعي شخصيات ثقافية وادبية وفكرية من مختلف الدول".

وتابع بالقول: "ان كل هذه الاجراءات تمت بفترة وجيزة بالتعاون مع اهل الاختصاص من الاساتذة والباحثين والمفكرين في مجال الفقه والتاريخ والمعرفة".

بدوره اشار الدكتور، "احمد الكعبي"، مدير مركز البحوث في العتبة العباسية المقدسة، لمراسلنا "بتركيز العتبة العباسية المقدسة في هذا المهرجان على ابراز مظلومية اهل البيت من جانبين، الجانب الاول الحديث عن علم الامام الباقر علية السلام ومؤلفاته والجانب الثاني يتعلق بمظلومية الامام الباقر".

وقال الكعبي: "وفي ذلك وجهت رسالة الى الطغاة الموجودين الان في الارض، انكم وان هدمتم قبر الامام الباقر فلن تستطيعون ان تهدموا حب الامام الباقر في قلوب اتباعه ومحبيه من مختلف أجناس البشرية".

فيما سلط الشيخ، "عمار الهلالي"، رئيس قسم شؤون المعارف الاسلامية والانسانية في العتبة العباسية المقدسة، الضوء عن قيام العتبة "بتنظيم معارض مختلفة للوحات الفنية التراثية التي تخص هدم قبور أئمة البقيع عليهم السلام وكذلك الصور الفتوغرافية التي تتعلق بهذه المناسبة".

واضاف الشيخ الهلالي: "نظمنا معرضا للكتاب يتعلق بهذه الانشطة التي تهدف الى تسليط الضوء على الانتاج الفكري والعلمي للامام الباقر علية السلام وكذلك تهدف الى تسليط الضوء ايضا على الفاجعة الأليمة التي مرت على الامة الاسلامية بهدم قبور أئمة البقيع وابراز عظم هذه الجناية التي ارتكبها مجرمي الوهابية وتأثيرها على الاسلام".

من ناحيته قال، "محمد الاعرجي"، مسؤول وحدة المعارض في العتبة المقدسة "نحن شاركنا في هذا المعرض السنوي الاول الذي أقامته العتبة العباسية المقدسة بمعرض يجسد كيفية هدم قبور البقيع كما شاركنا بصور لوحية تجسد تراث مدينة كربلاء المقدسة وايضا شارك قسم الشؤن الفكرية في جميع اصدارته المجلدة ومنها مجلة العميد وغيرها الكثير من الاصدارات كما ضم المعرض كتب ومؤلفات تتحدث عن حياة وفكر بشكل أكاديمي وفقهي وشرعي".

من ناحية اخرى، تضمنت فعاليات اليوم الثاني (الختامي)، مسرحية قدمتها فرقة "الجود" الفنية (أنا لا أقرأ بصمت) من على قاعة، "البيت الثقافي في كربلاء المقدسة"، التي أعدها وأخرجها الفنان، "حسين ياسر"، من رواية الكاتب الفلسطيني، "باسم بن خضرة".

وجسد شخصياتها باقتدار الفنانين (صادق السيلاوي، كرار الصافي، محسن الوزني)، تناولت المسرحية أحداث جريمة سبايكر كما جسدت جريمة إغتيال الشهيد البطل مصطفى العذاري الذي أعدم على جسر الفلوجة.

وركزت المسرحية ايضا على موضوع نبذ الطائفية وأهمية توحد كافة اطياف الشعب العراقي وخاصة التلائم والانسجام بين الشيعة والسنة كعراقيين ومسلمين ليتمكنوا من مواجهة الارهاب والتطرف الذي يتعرض له وطننا العزيز.

وواصل العرض المسرحي باسلوب فني متقن تناوله النقل المزيف للتاريخ الذي وصلنا بشكل خاطئ منذ عدة قرون من خلال الكتب المحرفة.

كما عبرت المسرحية الاعتداءات والجرائم البشعة التي تعرض لها اهل بيت عليهم السلام النبوة الاطهار لانهم جاهدوا وضحوا في حياتهم من أجل إعلاء كلمة الحق ودحر الباطل وإحياء تعاليم الايمان والتآخي والمحبة التي جاءت بها الرسالة المحمدية المباركة والدين الاسلامي الحنيف بشكل عام.

ومن الجدير بالذكر ان العرض المسرحي كان موفقا من ناحية اعداد النص واخراجه والمعالجة الدرامية التي كانت محبكة من خلال سرد الاحداث بشكل متناغم غير ممل كما تمكن الممثلين من أداء أدوارهم بطريقة فنية رائعة اضافة الى العناصر الفنية من حيث الصوت والديكور والاضاءة والاكسسوارات كلها كانت منسجمة مع الاحداث التاريخية والعصرية التي تناولتها المسرحية والذي تمكن المخرج من ربطها بكاء مما جعل المتلقي منسجما مع العرض بشغف. 

اضف تعليق