وصفت المرجعية الدينية العليا، المسؤولين المتصدين لادارة البلد، الذين يستحوذون على مال الدولة، بـ "الخائنين للامانة والمستحوذين على المال العام".

وقرأ الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الديني الاعلى السيد علي السيستاني خلال خطبة الجمعة في الصحن الحسيني بكربلاء، مقاطع من كتاب الامام علي [ع] الى بعض عماله الذي خان الامانة واستحوذ على ما تحت يده من الاموال العامة، مؤكدا ان "المطلوب من قراءة هذه الرسالة هو أن نتعلم العظة والاعتبار والدرس لهؤلاء الذين ائتمنوا على امور الرعية والناس وخانوا الأمانة واستحوذوا على ما تحت يدهم من الأموال العامة، فليس المقصود التهديد الذي وجهه الإمام الى احد عماله فقط، بل التهديد موجه اليكم يا من اؤتمنتم على الأموال العامة ثم خنتم الأمانة، هذا التهديد موجه لكم وهذه الرسالة، وما فيها من عتاب وتوبيخ موجهة إليكم انتم أيضا".

واضاف ان "الامام علي [ع] شبه احد عماله الذي خان الامانة واستحوذ على ما تحت يده من الاموال العامة، بمن لم يرد الله تعالى والاخرة بجهاده بل اراد الدنيا والمال فلم تكن نيته خالصة لوجه الله تعالى في امر الجهاد وبمن لم يكن على معرفة بينة بوعد الله ووعيده بالعقاب لمن يستولي على اموال الاخرين بغير حق، وكذلك شبهه بمن يستغفل الناس ويكيدهم عن دنياهم فلم يكن له غرض من عبادته الا خدعة المسلمين عن دنياهم، أي ترصد الفرصة في اخذه وانتهزها حينما وجدها مانحة له في اخذ المال باسرع بالوثوب على الخيانة في اخذ المال، وشبّه اختطافه لما اخذه من المال باختطاف الذئب الازل دامية المغري الكسيرة، ووجه الشبه بسرعة اخذه له وخفته له في ذلك".

واوضح الكربلائي ان "الامام اظهر تعجبه الشديد من هذا السلوك المنحرف لعامله.. فقد استفهم على سبيل التعجب من حاله والانكار عليه على امرين، احدهما عن ايمانه بالمعاد وخوفه من مناقشة الله تعالى يوم الحساب، ثم نبهه انه كان معدوداً ومحسوبا عنده وفي نظره من اهل الايمان ومن ذوي العقول وعبر عنه بـ [كان] على انه في الماضي كان كذلك أي من اهل الايمان والعقول ولكن لم يبق عنده كذلك كما كان في الماضي، والثاني عن كيفية استساغته للشراب والطعام مع علمه انه ما يأكله ويشربه وينكح به له او لعياله من هذا المال لكون مال المسلمين اليتامى منهم والمساكين والمجاهدين أفاء الله تعالى عليهم لمنفعة ومعيشة عباده وتعمير بلادهم- وفيه اشارة الى ان جميع حياتك ومعيشتك ملوثة بالحرام".

وتابع ان في "هذه اشارة الى ان الشخص الذي يؤمن بالقيامة والمعاد والحساب على اكتساب الاموال واخذها ومصدرها لا يجوز له ان يتصرف في اموال المسلمين مثل هذا التصرف القبيح والمستهجن، فمثل هذا العمل يتقاطع مع الايمان والاعتقاد بيوم الحساب – او يكون ايمانه ضعيفا وظاهريا واما من قلبه متعلق بالدنيا- وقد نسي ونسي يوم القيامة وما سيواجهه من محاسبة على اعمالنا".

واشار الى ان "علي [ع] امره بعد التوبيخ الطويل بتقوى الله تعالى ورد اموال المسلمين وتوعده انه ان لم يفعل ذلك ثم امكنه الله من ان يعذر الى الله فيه ان يبلغ اليه بالعذر فيه ويقتله".

وحذر خطيب الجمعة "المسؤولين في الدولة، من الاستئثار باموال الدولة، مؤكدا على ضرورة توظيف هذه الاموال واغتنام الفرصة في خدمة الناس وتحسين معيشتهم ومساعدة الايتام والارامل والمشردين وعامة الناس.

ودعا الكربلائي "السياسيين الى ضرورة محاسبة، كل من يستحوذ على المال العام وعدم المحاباة مع الاهل والاقارب والاصدقاء، او من كان مع كتلته وحزبه.

وبخصوص زيارة النصف من شعبان، أكد الكربلائي على "ضرورة قيام القوات الامنية بحماية أمن المواطنين أثناء إحياء مراسم الزيارة الشعبانية، داعيا

المواطنين وأصحاب المواكب الى التفرغ للقيام بواجب حماية المواطنين أثناء إقامة مراسم الزيارة الشعبانية".

وشدد على" ضرورة تعاون المواطنين مع الأجهزة الأمنية لتفويت الفرصة على الاعداء".انتهى/س4

اضف تعليق