يصعب على من يعيش في دول تعاني من انقطاعات دورية في التيار الكهربائي تصور ألا تنقطع الكهرباء وحسب، بل وأن تكون متوفرة بشكل يزيد عن الحاجة ويدفع الدولة لإعطاء المواطنين المال مقابل استهلاك الفائض. لكن ذلك ممكن في ألماني.

جرت العادة على أن توفر الدولة للمواطن الخدمات الأساسية، كالماء والكهرباء والصرف الصحي، مقابل مبلغ شهري يدفعه. لكن ألمانيا خلال الشهر الحالي (مايو/ أيار)، وتحديداً في الثامن منه، فعلت العكس تماماً، إذ دفعت الدولة لمواطنيها مقابل استهلاكهم للكهرباء المنتجة.

سبب في ذلك هو إنتاج ألمانيا من الطاقة، والذي بلغ مستويات هائلة دفعت السعر إلى الأسفل لدرجة وصوله إلى رقم سلبي، وذلك بسبب مرور يوم مشمس تشوبه الرياح القوية، ما أدى إلى صعود في إنتاج الألواح الشمسية وطواحين الرياح، بحسب ما يكتب موقع "فورتشن" الإلكتروني.

وأضاف الموقع أن 87 في المائة من الطاقة التي أنتجت في ألمانيا ذلك اليوم كانت من مصادر متجددة، كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة المائية والكتلة الحيوية، مقابل 33 في المائة في نفس الوقت من العام الماضي.

من جانبه، أوضح كريستوف بوديفيلس من منظمة "أغورا"، وهي منظمة غير ربحية تعنى بالطاقات البديلة في ألمانيا: "لقد تعامل نظام توزيع الطاقة (في ألمانيا) مع هذا الأمر بشكل جيد. هذا اليوم يظهر مجدداً أن نظاماً بكميات هائلة من الطاقة البديلة يعمل بشكل ممتاز".

وتأمل ألمانيا في الاعتماد بشكل كامل على الطاقة البديلة بحلول عام 2050. وإلى جانب ألمانيا، فإن الدولة الجارة الدنمارك تنتج أحياناً كميات من الطاقة تزيد عن احتياجات مواطنيها. انتهى/خ9.

اضف تعليق