بدأ المعسكر الجمهوري صاحب الأكثرية بمجلس النواب الأمريكي تحقيقًا برلمانيًّا، حول الانسحاب الذي وصف بأنه “فوضوي” للقوات الأمريكية من أفغانستان عام 2021 الذي قتل خلاله 13 جنديًّا أمريكيًّا جراء هجوم.

وقال رئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب (مايكل ماكول) إنه طلب من وزير الخارجية أنتوني بلينكن سلسلة وثائق بينها مذكرات استخبارية ومراسلات مع “طالبان”.

وقال ماكول “من السخيف والفاضح أن ترفض إدارة بايدن مرارًا طلباتنا للتدقيق وأن تواصل حجب المعلومات المتعلقة بالانسحاب”، وحذّر من أنه في حال رفض هذا الطلب فلن تتردد اللجنة في الانتقال إلى “عملية ملزِمة”.

ولم تعلق وزارة الخارجية الأمريكية، لكن وسائل إعلام محلية نقلت عنها قولها إنها قدمت أكثر من 150 إحاطة لأعضاء الكونغرس منذ الانسحاب في أغسطس/ آب 2021.

ونجح الجمهوريون في انتزاع الغالبية من الديمقراطيين في مجلس النواب الأمريكي في انتخابات التجديد النصفي، واستعادوا مجلس النواب المؤلف من 435 مقعدًا من خلال اجتياز عتبة 218 مقعدًا اللازمة للحصول على الأغلبية.

وجاءت الغالبية الضئيلة للحزب الجمهوري في مجلس النواب أقل بكثير مما كان الحزب يأمله، كما أن الجمهوريين أخفقوا في تحقيق الأغلبية في مجلس الشيوخ بعد أداء مخيّب في انتخابات منتصف الولاية في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وسحب الرئيس الديمقراطي جو بايدن في أغسطس/ آب 2021 قوات بلاده من أفغانستان لينهي أطول حرب خاضتها الولايات المتحدة، لكن الفوضى التي رافقت عمليات الانسحاب وعودة طالبان إلى السلطة وضعتا بايدن في مواجهة انتقادات شديدة.

وقتل 13 جنديًّا أمريكيًّا في 26 أغسطس 2021 بهجوم بقنبلة خارج مطار كابل أسفر عن سقوط 173 قتيلًا.

وتفاوض الرئيس السابق دونالد ترمب على انسحاب القوات الأمريكية من أفغانستان أثناء وجوده في البيت الأبيض، لكن الحزب الجمهوري انتقد الطريقة التي نفّذ بها خلفه بايدن العملية.

وفي أواخر أغسطس 2021، أعلن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن انتهاء ما وصفه بأصعب المراحل في تاريخ البلاد، وذلك بعد إعلان البنتاغون الانسحاب الكامل من أفغانستان.

وقال بلينكن في بيان صحفي أدلى به من وزارة الخارجية، إن بلاده أتمت إجلاء الأمريكيين ومن تعاونوا معهم من أفغانستان، مشيرًا إلى أن أكثر من 123 ألفًا تم إجلاؤهم.

وقبلها بساعات، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) أن قواتها أكملت انسحابها من أفغانستان بعد 20 عامًا من غزوها البلاد. وعقب الإعلان، وجه الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد ذلك كلمة إلى الشعب الأمريكي بشأن الانسحاب.

وقال الرئيس الأمريكي إنه يقف “بشكل مباشر” وراء خروج الولايات المتحدة من أفغانستان، وذلك وسط موجة من الانتقادات اللاذعة التي تعرض لها بسبب سيطرة حركة طالبان بسرعة فاقت كل التوقعات على البلاد التي مزّقتها الحروب.

وتساءل بايدن “كم يستحق الأمر من أرواح أمريكية إضافية؟”، وقال إنه “لم يكن هناك وقت آخر مناسب لانسحاب القوات الأمريكية”.

وفي حينها أعلنت حركة طالبان الانتصار بعد هرب رئيس البلاد أشرف غني وانهيار حكومته تمامًا، وتعتبر عودة الحركة إلى الحكم بمثابة إعلان لنهاية الوجود الأجنبي، بقيادة الولايات المتحدة، الذي استمر 20 عامًا.

 

 

اضف تعليق