لم يتوقع المواطن عبد الكاظم الساعدي، أن فرحته بزواج ابنه البكر واستعدادته لتحضير حفل زفافه سيكون اخر لقاء يجمعه بأسرته المكونه من "زوجة وأربعة أبناء".

عبد الكاظم وجد نفسه بين طرفه عين وأنتباهتها دونما عائله يكدح ليلاً ونهاراً ليوفيرلها لقمة العيش بعدما اختطفهم الموت الملغم دفعة واحدة امام ناظريه، فلا زوجة تخفف عنه المعاناه، ولا أطفال ينتظرون عودته كل مساء.

هذه مأساه لعائلة كاملة راحت ضحية لأنفجار سيارة ملغمة يوم أمس الابعاء، في مدينة الصدر وهي واحدة من (100) ضحية وضعف العدد من الجرحى أستهدفهم انفجار عنيف وقع وسط سوق شعبي مكتظ بالمتبظعين من الأسر الفقيرة والمعدومة اقصى المدينة ذات الكثافة السكانية الأكبر في بغداد.

فمجالس العزاء ملأت أزقة المدينة المتهالكة والمتعبة كما ساكنيها فيما أرتسم الحزن على وجوه المعزين، فهذا شاب سقط اما (بسطيته) المتواضعة، وتلك أم لم تعود بسلة الخضار لاطفالها، وطالبة حلمت بمقعد جامعي منحها الارهاب قبرا لا يتسع لحلمها.

ردود الافعال الشعبية عقب الانفجار كانت واسعة وغاضبة ازاء الصمت الحكومي الذي لم يبدي اي اهتمام بحجم الكارث واذ اعتبر البعض من اهالي مدينة الصدر ان فجيعة الحادث (قصاص سياسي) لمشاركتهم بالتظاهرات المطالبة بالاصلاح.

احد مواطني مدينة الصدر اتهم الكتل السياسية بوقفها خلف الانفجار، معتبرا أن "موقف اهالي مدينة الصدر ومشاركتهم بالتظاهرات خلال الاسابيع القليلة الماضية كان سبب رئيسي للتفريط بدماء النساء والاطفال في الاربعاء الاسود حسب قوله".

فما قال مواطن اخر "أن الكتل السياسية أقتصت دماء "قنفة مجلس النواب" بدماء أبناء المدينة واضاف: لم نشاهد رئيس مجلس النواب او رئيس مجلس الوزراء يتفقد هيبة دماء الابرياء التي اريقت امس فثلما تفقد قنفة مجلس النواب.

فما تسائل اخر بالقول: هل سيقيل العبادي الجهازي الامني الذي قصر في حماية المواطنين الابرياء؟ مثلما اقال الجهاز الامني للمنطقة الخضراء عقب اقتحام المتظاهرين.

واضاف: هل سيشكل العبادي لجنة لمتابعة حجم الاضرار التي لحقت بمتلكات الشعب؟ مثلما فعل لتقيم المتضرر من معدات مجلس النواب، وهل ستعتذر الكتل السياسية للشعب لاخقاقها بتوفير الامن لهم؟ مثلما طالبتهم بالاعتذار على خلفية التظاهرات المطالبة بالاصلاح.

يذكر ان العاصمة بغداد شهدت يوم، امس الاربعاء، عدداً من العمليات الانتحارية في مناطق متفرقة منها كان اعنفها تلك التفجيرات الذي ضرب سوقا شعبيا في مدينة الصدر، وخلف نحو 250 ما بين شهيد وجريح، فيما كان الانفجار الثاني في مدخل الكاظمية مخلفا 50 ضحية بين شهيد وجريح، والثالث في شارع الربيع غرب العاصمة وأعلن عن اسشهاد 7 على الأقل وجرح 20 آخرين، بحسب وزارة الداخلية.انتهى/س17

اضف تعليق