ادانت الرئاسات الثلاث وقادة الكتل السياسية في اجتماع مشترك، اقتحام محتجون (للمنطقة الخضراء ومجلس النواب) ،معتبره ذلك تجاوزاً خطيراً على هيبة الدولة وخرقاً فاضحاً للاطار الدستوري يستدعي مقاضاة المعتدين امام العدالة".

وكان متظاهرون تابعين للتيار الصدري اقتحموا اسوار المنطقة المحصنة "الخضراء" وبناية مجلس النواب العراقي بعد فشل أعضاء البرلمان بالتصويت على كابينة (الاصلاح) الوزارية في ال(30) من نسيان الماضي.

في هذا السياق يقول المحلل السياسي محمد الفيصل، ان "مفردة (هيبة الدولة) أصبحت عبارة للمتاجرة بين الاطراف السياسية المتصارعة على حكم طائفتها ونفوذها الحزبي والفئوي دون اي اكتراث للشعب والذي هو صاحب السلطة في الحكم الديمقراطي".

واضاف "الاحزاب والزعامات السياسية عبر (13 عاماً) من التغيير لم تنجز مطامح الشعب العراقي، وبالتالي فان الشعب الصبور والمتحمل لأخطاء ممثليه في مجلس النواب ترجمت بغضب شعبي عارم لمركز الثقل السياسي في "المنطقة الخضراء".

واشار الفيصل الى ان "ما حدث في الـ(30) من نيسان امر طبيعي لغضب شعبي عارم لم ينتقص من هيبة الدولة ،باي حال من الاحوال كون الشعب هو مصدر السلطات".

فيما بين الباحث السياسي علي الجزائري، ان عملية بحث بسيطة للتاريخ توكد أن "هيبة البرلمان" ما هي الا مجرد اكذوبة يراد منها التستر على الاخطاء، مشيرا الى ان "تهويل اقتحام متظاهرون فاضوا غيضا تجاه مهزلة السياسة المستنزفة لطاقات ودماء الشعب، مسالة طبيعة وواردة على مستوى برلمانيات العالم مذكرا باقتحام الاكراد للبرلمان الاوروبي اضافة الى اقتحام محتجون لبرلمانات عديدة في دول العالم".

وابدى الناشط المدني عبد السلام البياتي استغرابه متسائلا: كيف يفسر نواب الشعب المنتخبين والمؤتمنين على ثرواته عبارة (هيبة الدولة) بتعدي فريق سياسي على ملك الشعب ام اقتحام جزء من الشعب وهو مصدر السلطة في الدولة على اللصوص الذين سرقوا أمواله تحت شعار (نواب الشعب).

واضاف البياتي "ايهما مارس التعدي على هيبة الدولة من نادا كردستان اولا وبغداد تذهب للجحيم ام متظاهرون مثلوا طيف من الشعب؟، ايهما تجاوز على هيبة الدولة نائب شريك في العملية السياسية داخل البلد وخارجه عميل يستضعف ابناء جلدته لكسب دول إقليمية".

وأختتم حديثه "هيبة الدولة اخترقتها المحاصصة السياسية والمصالح الحزبية والتهاون بدماء الابرياء، والاستحواذ على املاك الشعب واستنزاف مدخراته وسرقة قوت الفقراء وهو ما يتحمله الـ(325 نائبا) في مجلس النواب العراقي".

ويأتي اقتحام المنطقة الخضراء بعد دقائق على إعلان زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، خلال مؤتمر صحافي، السبت الماضي 30 نسيان 2016، عن مقاطعة جميع السياسيين ورفض "مجالستهم" مهما كانت مطالبه دون "الإصلاح الجذري"، وفيما أكد أنه بـ"انتظار الانتفاضة الشعبية الكبرى والثورة الشعبية العظمى"، عد أن الشعب هو المعني الوحيد باختيار مصيره "أما بإبقاء المحاصصة أو إسقاط الحكومة برمتها". انتهى/ Kh9.

اضف تعليق